38serv
أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء سيدي بلعباس، أول أمس، أحكاما بـ 20 سنة سجنا نافذا في حق أربعة أشخاص في العقدين الثاني والثالث من العمر، على خلفية تورطهم في مقتل عجوز طاعنة في السن داخل مسكنها الكائن بشارع "الشمس" بحي "كاياصول" الشعبي بقلب مدينة سيدي بلعباس، لتكشف بذلك هذه القضية الشائكة عن كامل أسرارها بعد أكثر من أربع سنوات من الجدل و"كومة" من الألغاز كانت قد أحاطت بالجريمة، قياسا بمفارقة الضحية للحياة دون تأكد جل الأطراف من اقتراف الجناة لجرم القتل من عدمه.
تعود القضية إلى تاريخ الـ 23 نوفمبر من سنة 2020 حين تم اكتشاف جثة لعجوز تبلغ من العمر 83 سنة بداخل مقرها السكني الكائن بالحي المذكور، بعد تكبيل يديها ووسط محيط ترك الانطباع بولوج غرباء إلى ذلك المنزل للاستيلاء على أغراض من داخله، لتتمكن قوات الشرطة بأمن ولاية سيدي بلعباس من توقيف سبعة أشخاص تباعا تراوحت أعمارهم بين 18 و 30 سنة إثر متابعة دقيقة لتحركاتهم، لتصدر النيابة في حق أربعة من هؤلاء أوامر تقضي بإيداعهم الحبس المؤقت مقابل إخلاء سبيل البقية، قبل أن تؤكد مجريات التحقيق تورط الأشخاص الأربعة الموقوفين بشكل مباشر في الجريمة بناء على الاعترافات الصادرة عن هؤلاء.
وقد وجهت إلى الموقوفين في بادئ الأمر تهم متعددة وثقيلة، ولعل أبرزها "جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، مع المشاركة وعدم التبليغ عن جناية مع ارتكاب جناية السرقة الموصوفة بتوافر ظروف الليل والتسلق وتعدد الجناة، قبل أن يتم تكييف القضية إلى الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة، وذلك بناء على جملة من المعطيات والتي يبقى من أهمها تقرير الطبيب الشرعي، الذي أشار إلى وفاة الضحية بسكتة قلبية إثر إصابتها بضيق في التنفس مع وجود "افتراضية" تفيد بإمكانية لجوء المتهمين إلى خنق الضحية، استنادا على الكدمات التي تم ضبطها على نقاط في جسمها.
وكان المتهمون قد نفوا جملة وتفصيلا إقدامهم على قتل الضحية بعدما صبت جل اعترافاتهم في تعرض العجوز، بعد فترة وجيزة من تكبيل يديها من الخلف، إلى حالة إغماء عند اقتحامهم للبيت "قبل أن تسترجع العجوز وعيها بعد سكب الماء على وجهها". فيما كشفت مختلف الاعترافات إلى عثور المقتحمين على أموال وأغراض لا تتعدى قيمتها الإجمالية الـ 39 مليون سنتيم بداخل دولاب إحدى الغرف.
وكانت التحقيقات الأمنية قد أفضت إلى تمكن الجناة من التسلل إلى مسكن الضحية، مستغلين تواجدها بمفردها بداخل مقرها السكني، قبل أن يقدموا على تكبيل يديها ليلوذوا لاحقا بالفرار إلى وجهات مختلفة بعدما استولوا على أغراض مختلفة، ما يفسّر عثور المحققين مباشرة بعد الواقعة على جملة من الأغراض وهي مبعثرة بمسرح الجريمة.
يذكر أن الالتماسات أيدت الحكم السابق الصادر في حق المتهمين عن محكمة الجنايات، والمتمثل في إفادتهم بعقوبة الإعدام قبل أن تصدر المحكمة الاستئنافية الأحكام المذكورة آنفا في حق المتهمين.