38serv
في 16 أكتوبر 2024، استشهد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني في رفح، جنوب قطاع غزة، برمزية خاصة، مقاوما الاحتلال إلى آخر رمق، ويعد فقدان السنوار خسارة كبيرة للمقاومة الفلسطينية، نظرًا لدوره القيادي البارز. مع ذلك، أكدت المقاومة الفلسطينية استمرارها في نهج المقاومة، ما يشير إلى أن ما بعد السنوار عزز من تصميمها على مواجهة الاحتلال.
ويُعتبر السنوار رمزا للمقاومة الفلسطينية وواحدًا من أكثر القادة تأثيرًا في تاريخ حركة حماس، وترك بصمة عميقة على العمل الوطني الفلسطيني، خاصة من خلال الجمع بين القوة العسكرية والبصيرة السياسية، وقد أثار مقتله موجة من التصعيد في الصراع الفلسطيني الصهيوني، مما يبرز مدى تأثيره على مجريات الأحداث في المنطقة.
ولم يكن يحيى مجرد قائد سياسي أو عسكري، بل كان نموذجًا للمقاومة والصمود، وظل اسمه محفورًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني كأحد أبطال نضاله المستمر من أجل الحرية والاستقلال.
وقد ولد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة، انضم إلى حركة حماس منذ تأسيسها، ولعب دورًا بارزًا في جناحها العسكري. اعتُقل عام 1988 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن في عام 2011، أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار"، حيث أطلق الكيان سراحه مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط. بعد خروجه من السجن، عاد السنوار إلى العمل السياسي والعسكري ليصبح من أبرز الشخصيات القيادية في حماس.
وفي عام 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، ليقود الحركة في واحدة من أصعب مراحلها التي شهدت حصارًا مشددًا وصراعات داخلية وخارجية.
تميزت قيادته بالتوازن بين العمل العسكري والسياسي، حيث قاد السنوار جهودًا للتصعيد العسكري ضد الاحتلال، مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لتحقيق هدنة مشروطة وتعزيز العلاقات الإقليمية، إذ عمل على تحسين علاقات الحركة مع أطراف إقليمية مثل مصر وقطر وإيران لدعم القضية الفلسطينية، فضلا عن التواصل مع المجتمع المحلي، مركزا على تعزيز صمود سكان قطاع غزة في مواجهة الحصار الصهيوني.