أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية الجلفة اليوم الإثنين، على أهمية المشاريع الفلاحية الاستراتيجية في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أن هذه المشاريع تندرج ضمن المخطط الوطني لتنمية الزراعات الاستراتيجية وتعزيز قدرات التخزين الوطنية، مع التركيز على دعم الفلاحين والمستثمرين وخلق مناخ تنافسي يعود بالفائدة على المواطنين، ويؤثر إيجاباً على جميع القطاعات الاقتصادية. في هذا السياق، أطلق شرفة عدة مشاريع هامة خلال زيارته، بدءًا من تدشين مشروع غابة استجمام في بلدية الجلفة، التي تمتد على مساحة تفوق 43 هكتارًا، وقدم محافظ الغابات عرضًا تفصيليًا حول أهمية استثمار الخواص في إنشاء غابات استجمام مماثلة، مشيرًا إلى ضرورة تحسين جودة الخدمات في هذه المرافق لتطوير السياحة البيئية وزيادة رفاهية المواطنين. وفي منطقة بن نيلي، أشرف شرفة رفقة والي ولاية الجلفة على إعطاء إشارة بدء أشغال صومعة استراتيجية لتخزين الحبوب، بطاقة استيعابية تصل إلى مليون قنطار. ويأتي هذا المشروع ضمن الخطة الوطنية التي تهدف إلى إنشاء 30 صومعة استراتيجية و350 مركزًا جواريًا للتخزين بحلول عام 2025، مما يسهم في رفع القدرة التخزينية الوطنية وتعزيز الأمن الغذائي، كما أطلق الوزير مشروعًا آخر لإنشاء مجمع لصناعة الأعلاف، بهدف توفير الأعلاف محليًا، ودعم سلسلة الإنتاج الفلاحي، من خلال التركيز على زراعة المواد الأولية مثل الذرة الحبية والشعير، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين على الاستفادة من الدعم المقدم من الدولة. وفي بلدية مجبارة، عاين شرفة مشروع غرس 200 هكتار ضمن إعادة تأهيل السد الأخضر، مشيرًا إلى أهمية تنويع الغراسات بأصناف اقتصادية مثل الزيتون والخروب والفستق. كما دعا إلى تشجيع الشباب على استغلال المحيطات الزراعية لخلق الثروة وتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية في المنطقة. شملت زيارة الوزير أيضًا مستثمرة فلاحية تابعة لمجمع "تيكلي" لتربية الدواجن ببلدية الخميس، المتخصصة في تربية أمهات الدجاج وإنتاج الدجاج اللحم وفق معايير عالمية. وأشار شرفة إلى خطط المجمع لتوسيع استثماراته على مساحة 400 هكتار تشمل إنتاج الدجاج اللحم وزراعة الأشجار المثمرة، مع التركيز على تقليص واردات الذرة الحبية، التي تمثل 80% من أعلاف الدواجن، وتشجيع زراعتها محليًا. وأكد شرفة على أن الحكومة تركز على اعتماد مقاربة جديدة لشعبة تربية الدواجن بهدف تحسين نوعية اللحوم البيضاء، وتقليص مدة التربية، وخفض استهلاك الأعلاف والأدوية، وتقليل نسبة الوفيات، مما يسهم في استقرار السوق المحلي. في ختام الزيارة، قام الوزير بمعاينة مستثمرة مجمع خيذر لتربية المائيات في بلدية عين وسارة، حيث اطلع على التقنيات المتطورة المستخدمة لإنتاج صغار سمك البلطي. وأوضح شرفة أن المجمع يتخصص أيضًا في تربية الدواجن والمذابح، وتثمين نفايات الدواجن، مشيرًا إلى الأهداف المحددة لتنمية تربية المائيات في البلاد لتعزيز الوفرة في السوق ابتداءً من 2025. وفي هذا الصدد، أشار شرفة إلى الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها مؤخرًا لتوسيع استزراع سمك البلطي في وحدات الإنتاج الفلاحي التابعة للدولة، وتشجيع المستثمرين الخواص على استخدام هذا النوع من الأسماك في الأحواض المخصصة للسقي الفلاحي، وأضاف أنه سيتم منح رخص استيراد أغذية الأسماك لتلبية الطلب المتزايد على هذا المنتج، في انتظار عودة الإنتاج الوطني من أغذية الأسماك خلال السنة القادمة، بعد دراسة كافة التحديات المتعلقة بهذا المجال مع المهنيين والخبراء. تهدف هذه المشاريع والإجراءات إلى جعل سمك البلطي من المنتجات المتوفرة بكثرة في الأسواق المحلية، مما يسهم في خفض الأسعار وجعلها في متناول المواطنين، خصوصًا أصحاب الدخل المحدود، كما تعكس هذه الخطط التزام الحكومة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الفلاحية، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية في القطاع الفلاحي على المدى الطويل.