وفاة المحامي خالد بورايو: الدفاع في الجزائر يفقد إحدى قاماته

38serv

+ -

توفي رجل القانون الكبير محامي مؤسسة "الخبر"، الأستاذ خالد بورايو، اليوم السبت، عن عمر 76 عاما، وفق ما أعلنه العديد من المحامين في منشورات بوسائل الإعلام الاجتماعي.

وواجه خبير القانون القدير متاعب صحية في السنين الأخيرة، أبعدته نسبيا عن ساحات القضاء التي برز فيها بشكل مميز لسنين طويلة، كان فيها جزءا من ذاكرة الصحافة، بحكم دفاعه عن أهم قضاياها السياسية منها والمتعلقة بالمهنة.

كما ترك الفقيد بصمة بارزة في الأحداث السياسية الكبرى، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وما رافقها من قضايا كانت لها امتدادات في المحاكم.

ومن أهم الملفات التي برز فيها كمحام مدافع عن الصحافة، العراك القضائي الطويل، الذي جمع، نهاية تسعينيات القرن الماضي، "الخبر" و"الوطن"، مع الراحل محمد بتشين، المستشار الأمني للرئيس اليامين زروال، في تلك الفترة. وأخذ هذا الملف أبعادا سياسية هامة، كانت سببا في إحداث تغييرات على إدارة شؤون الحكم.

وخلال فترة لا تقل عن ربع قرن، لم تكن تطرح أية قضية ذات صلة بحرية الصحافة، والتضييق على المؤسسات الإعلامية الخاصة، إلا كان خالد بورايو مرافعا فيها، منافحا عن الحقوق والحريات التي أقرّها الدستور. وفي مرات عديدة، سجّل مواقف جريئة ضد انتهاكات طالت الحقوق، كما كان له رأي في كل مشاريع الإصلاحات ذات الصلة بالنظام القضائي، من بينهما ما عُرف بـ"مشروع لجنة امحند إسعد لإصلاح العدالة"، سنة 1999.

وظل الراحل، طيلة مساره المهني، شديد الانتقاد للنظام القضائي الجزائري، داعيا إلى إصلاحات لتحقيق المزيد من الشفافية والاستقلالية. وفي أحيان كثيرة، تابع صحافيون مشادات كلامية حادة بينه وبين القضاة في المحاكم، عندما كان يقدّر بورايو بأن القانون وحقوق المتقاضين محلّ تجنّ.

وقد نهل من هذه التجربة ومن هذا الاقتدار الميداني، عشرات المحامين الشباب، خصوصا من اشتغلوا معه في مكتبه، على رأسهم الأستاذة نفيسة بطاش والأستاذ مالك نور. كما أن كل هذه الجوانب التي ميّزت شخصيته كإنسان وخبير في القانون، جلبت له حب وتقدير عامة الناس، وأهل مهنة المحاماة والأوساط القضائية والصحفية، وجعلت منه قامة من قامات الدفاع في الجزائر، وإحدى أيقونات المدافعين بشراسة عن العدالة والحقوق الأساسية، في أكثر السياقات السياسية تعقيدا.