يتواصل توافد الوفود الدبلوماسية على العاصمة السورية دمشق بوتيرة يومية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وعقد اجتماعات مع الرجل القوي في الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.
ووصل، اليوم الإثنين، وفد قطري برئاسة وزير الدولة محمد الخليفي وآخر أردني برئاسة وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى العاصمة دمشق.
وبحث وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية مع أحمد الشرع، سبل تعزيز علاقات البلدين ودعم مستقبل سوريا.
وحسب وكالة "الأناضول"، جرى خلال الاجتماع، "استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والتشاور حول مستقبل سوريا، وآفاق دعم قطر المستمر للشعب السوري الشقيق في كل المجالات"، كما تمت "مناقشة احتياجات مطار دمشق الدولي وكيفية تقديم الدعم اللازم لتشغيله في إطار مساعدات قطر الإنسانية والتنموية".
وأكد الوزير خلال الاجتماع، "استمرار دعم قطر الراسخ للأشقاء السوريين لبناء دولة المؤسسات التي تسودها العدالة والحرية والتنمية والسلام"، وشدد في هذا السياق على ضرورة ضمان وحدة سوريا والعمل على انتقال سلمي للسلطة من خلال "عملية سياسية جامعة لكافة أطياف الشعب السوري استنادا إلى قرار مجلس الأمن 2254 وتعزيز جهود حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب".
وعقب اللقاء، قال الشرع، في مؤتمر صحفي، إن "الجانب القطري كان دائما صديقا للشعب السوري، وشاركه في كل مراحل الثورة، وبقى ثابتا على موقفه حتى آخر لحظة"، وأضاف أن اللقاء شهد "الحديث بشأن تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية، بما فيها السياسية والتنموية خاصة".
وقال الشرع: "أبدى الجانب القطري استعداده لضخ استثمارات واسعة بسوريا في مجالات عديدة، لاسيما في مجال الطاقة والموانئ والمطارات"، وأكد أن "المرحلة المقبلة ستكون تنموية بامتياز، وستكون مشاركة دولة قطر فيها فعالة وهادفة".
وكشف الشرع أنه وجه دعوة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا، مؤكدا أن "العلاقات ستعود أفضل مما كانت في السابق آلاف المرات".
من جهته، كشف وزير الخارجية الأردني، اليوم الإثنين، أنه ناقش خلال زيارته لدمشق مع قائد الإدارة المؤقتة في سوريا أحمد الشرع موضوع "الإرهاب"، إلى جانب عدة قضايا منها التجارة والحدود والمساعدات والربط الكهربائي.
ونقلت وسائل إعلام أردنية عن الصفدي قوله، بعد لقائه الشرع في دمشق، إن "اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى وطنهم ولكن لابد أن تكون العودة طوعية وآمنة".
وأكد الصفدي أنه "لا بد أن تأخذ الإدارة الجديدة في سوريا وقتها لوضع خططها" وقال: "ندعم العملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد للبلاد"، آملاً أن "تكون هناك حكومة تمثل جميع الأطياف في سوريا".
وهي أول زيارة يجريها مسؤول أردني كبير إلى سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد التقى أمس الأحد في دمشق قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، وأكد الطرفان خلاله الاجتماع على أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز الحكومة المقبلة، كما دعا الجانبان كذلك إلى رفع العقوبات عن سوريا.