38serv
اختتمت بالجزائر العاصمة، اليوم الإثنين، فعاليات الطبعة الثالثة للقافلة الوطنية "شاب فكرة"، الأخيرة التي جابت خلال سنة 2024، 13 ولاية جزائرية و5 دول أجنبية، بهدف تعزيز روح المبادرة لدى الشباب الجزائري، من خلال تشجيعهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ملموسة تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة.
ومن مقر المدرسة العليا للضمان الاجتماعي ببن عكنون، أكد وزير الشباب، مصطفى حيداوي، أن قافلة "شاب فكرة": "تجسّد فعليا مقاربة الدولة الجزائرية، لبث ثقافة جديدة في المجتمع الجزائري، بما يسهم في بعث ديناميكية جديدة تتماشى مع التوجه الجديد الذي أرساه رئيس الجمهورية، في أن يخرج الشاب الجزائري من دائرة البحث عن العمل في الوظائف الإدارية، إلى شاب يستثمر في إمكانياته وقدراته، ليكون صاحب مؤسسة أو مشروع أو فكرة يعززها في المجتمع، ويتحول بذلك إلى منتج ومتيح لفرص العمل لأقرانه".
وأكد حيداوي أن هذا الهدف الذي تقوم عليه مبادرة "شاب فكرة"، "هو هدف سام يجعل المنظومة الوطنية تلتقي عنده، وهو الذي تبنته الدولة من خلال مقاربة المقاولاتية وتعزيزها في المجتمع".
وبدوره، أبرز رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، أن "فهم السياق الاقتصادي الوطني والعالمي من طرف شباب اليوم، عزز من معالم المقاولاتية، وذلك بالموازاة مع تنمية مفهوم الاقتصاد الاجتماعي التضامني، كقطاع جديد يضمن ربط المؤسسات الناشئة والمصغرة بالسياقات الاجتماعية ذات الأثر المدني"، فضلا عن تعزيزها بالآليات الحديثة والتكنولوجية التي من شأنها زيادة الفاعلية أكثر تحت لواء "اقتصاد المعرفة".
ومن هذا المنطلق، دعا بن براهم، لاستحداث نص قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني كمشروع رائد يحقق التنمية المحلية ويعطي رؤية استشرافية للمشاريع الابتكارية الجديدة، التي تفرض تجنيد كل الآليات والإمكانيات لمرافقة الشباب ولتطوير الموارد البشرية الوطنية عبر التكوينات.
ومن جهته، أوضح المشرف العام للقافلة، أنيس بن طيب، أن الأخيرة قد ركزت في أبعادها على ماهية المقاولاتية فعلا وتطبيقا، من خلال تنمية مفاهيم ريادة الأعمال خدمة للاقتصاد الوطني.
وعن جديد القافلة، المنتظر خلال الطبعة المقبلة لسنة 2025، وعد بن طيب أن المبادرة التي تم الانطلاق فعليا في التحضير لها، "ستحط الرحال في عدة ولايات، وتتوسع كذلك إلى الدول الإفريقية والعربية، حيث تتمركز الجالية الجزائرية"، مشيرا إلى أن الطبعة المقبلة ستأتي بالعديد من الأفكار الجديدة، "كما نعتزم إطلاق حاضنة رقمية للتواصل المباشر بين أبناء الجالية والميكانيزمات التي وضعتها الدولة الجزائرية، وبلغات مختلفة، فيما سنعزز التعاون مع العديد من الهيئات الرسمية".
وبالمناسبة، تم تكريم أصحاب الأفكار المبدعة، من عدة ولايات من الوطن، على غرار ولاية أدرار، التي تحصلت فيها كل من وهيبة جباري وشارف مريم وعبد الحي عائشة، على جائزة "شاب فكرة" عن مشروع إنتاج مساحيق تجميلية من زيت نواة التمر.
للإشارة، فإن فعاليات الطبعة الثالثة لقافلة "شاب فكرة" جاءت تحت رعاية ست دوائر وزارية، وجمعت العديد من الفاعلين الاقتصاديين وأزيد من 300 شاب وشابة من مختلف ولايات الوطن، من حاملي الأفكار والمشاريع، بعدما جابت 13 ولاية وعقدت خمسة لقاءات دولية لفائدة شباب الجالية الجزائرية بالخارج.
ويهدف هذا المشروع الشبابي إلى مرافقة المبادرات والقوانين والتشريعات الحكومية التي تدعم الشباب وتعزز مسار ولوجهم لعالم المقاولاتية، وتحقيق الاستمرارية اللازمة والشمولية الضرورية لتغطية ابتكاراتهم وإبداعاتهم، حتى أولئك المتواجدين في المناطق النائية والجنوبية للوطن