يا رب، لقد حاولنا ما استطعنا أن نطيع أولياء أمورنا وألا نشق عليهم عصا الطاعة، وأننا وضعنا كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام نصب أعيننا، فهو القائل “أطيعوا ولو تأمّر عليكم عبد أسود وكأن على رأسه زبيبة”، فنحن أحببنا رئيسنا حين قال “لن أرضى أن أكون ثلاثة أرباع الرئيس”، فوقفنا معه ليسترجع الربع الناقص، ومضى بنا رافعا شعار المصالحة والبناء والاستقرار وكل شعار جميل، فقلنا له اذهب أنت وربك فأصلحا إن معكما مصلحون ومساندون. لقد جمع “زعيمنا” كل الصلاحيات والقرارات بيده، فأصبح تعيين أمين عام بلدية من صلاحياته، فقلنا عسى أن يكون في ذلك خير لأن الرئيس يريد التقرب أكثر من مواطنيه، ورأى أن ممثلي الشعب لا يملكون من الحكمة وسداد الرأي ما يمكنهم من مناقشة قرارات هامة، ما قد يشوش عليه تطبيق برنامجه، فراح يشرع بين دورتي برلمان، فقلنا “الزعيم” يملك من سداد الرأي والحكمة ما يؤهله لأن يرينا ما يرى ويوجهنا لما يرضاه لنا، وقد أعز رئيسنا المرأة ورفع من مكانتها، فأصبحت تملك حق الثلث في كل المؤسسات المنتخبة، ولا يحق لزوجها أن يعاود الزواج عليها إلا بإذنها.يا رب، إن رئيسنا مريض ونحن نترجاك أن تشفيه وتعافيه، لكن قبل ذلك أن تبرم لهذه الأمة أمرا رشدا، وأن ترزقنا من حيث لا نحتسب، لأن الرزق الذي نحسب له ويأتينا من البترول قد أصابه الربا، جزاء نقص الحمد، وذهبت الملايين من البراميل مهب الريح، فيما عرف بقضية سوناطراك 1 و2، وأصبحنا نعاني أزمة حليب، وأزمة شك، وتململ، في ظل صمت رئيسنا الذي نظن أنه نذر لك صوما بعد أن قال مقولته الشهيرة في خطبة بسطيف يوم 8 ماي من العام قبل الفارط: “طاب جناننا”، وأقسم بعدها أن لن يكلم إنسيا، وترك بعضنا يموج في بعض، ولم نعد ندرك مآل مصيرنا، لأن “زبانية” الرئيس تخوفنا من المستقبل الأسود الذي ينتظرنا لو تسول لنا أنفسنا التفكير في خليفة له غيره أو غير الذي يرضاه لنا.يا الله، لقد دعوناك وألححنا في الدعوة حتى تفرج عنا وتحفظ أمتنا. لقد وصل الأمر بنا إلى أن قدمنا قربانا تأكله النار كما فعل ابنا آدم، واخترنا خير ما نملك من هذا الشعب وهذه الأرض، فكانت غرداية الشقيقة التي مازالت النار تأكلها وتأكل أبناءها، كما قدمنا قوارب تحمل خيرة شباب الأمة لتأكلها أسماك البحر المتوسط. نحن في انتظار الفرج، ونسألك اللهم أن لا تخسف بنا الأرض نظير ما فعله السفهاء منا، فاللّهم ارزقنا حاكما راشدا وبطانة تعينه على الرأفة بالعباد والبلاد[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات