38serv
لقي الإجراء الدبلوماسي الذي اتخذته الجزائر، تجاه فرنسا، المتمثل في استدعاء السفير الفرنسي، ستيفان روماتي، مؤخرا، وإبلاغه بـ"استياء واستنكار الجزائر للممارسات العدائية الصادرة عن الأجهزة الأمنية الفرنسية"، وفق ما كتبت "الخبر" اليوم، اهتماما كبيرا في الفضاء الافتراضي ووسط المراقبين، خاصة أنه جاء بعد الكشف عن وقائع تحمل وصف جنائي، المتهم فيها عناصر من الاستخبارات الفرنسية، بحسب ما بثه التلفزيون العمومي.
وتناقلت بعض وسائل الإعلام الإلكترونية والتلفزية، المعلومات التي تحدثت عن أن وزارة الشؤون الخارجية أبلغت السفير بأن هذه التصرفات "صارت متكررة بشكل مقلق لم تعد السلطات الجزائرية تحتمل السكوت عنها أو تفويتها"، ووجهت "تحذيرات شديدة اللهجة"، وطلبت من السفير الفرنسي "نقلها إلى سلطات بلاده".
كما شهدت الصفحة الأولى للجريدة المنشورة على حساب "الخبر" في منصات التواصل، تفاعلا ومشاركات كثيرة، لكونها حملت على صدرها الموضوع في شكل "مونشيت" بالبنط العريض.
وقد يؤدي الموضوع، وفق ما رصدت "الخبر" من تفاعل، إلى إحداث آثار على التعاطي مع كل ما هو فرنسي. وانطلق الموضوع من معطيات مستقاة من "مصادر مؤكدة"، تحدثت عن إبلاغ السفير الفرنسي بأنه "نظرا لخطورة الوقائع المثبتة والتي تعززها قرائن لا تحتمل أي تشكيك، فإن الجزائر التي ضاقت ذرعا بازدواجية تعامل السلطات الفرنسية لن تبقى مكتوفة الأيدي، وعلى باريس أن تتوقع ردودا قوية".
وتبين، وفق ردود الفعل، أن الإجراءات المتخذة والنبرة المستعملة والخلفيات التي قادت إلى استدعاء السفير، شغلت الرأي العام الوطني الذي راح يتكهن ويتوقع مآلات ومجريات الأحداث، خاصة في ظل "الأزمة الدبلوماسية" التي تطبع العلاقات بين الجزائر وباريس، المتأججة أصلا بموقف الإليزيه المنحاز للمغرب في قضية الصحراء الغربية، والخارق للقرارات والإجراءات الأممية التي تعمل من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي.
كما أخذت المعطيات التي كشفتها "الخبر" مسار كرة الثلج في الوعي الجمعي الجزائري، خاصة وأن الأمر لم يعد يتعلق بأزمة عابرة، بقدر ما صار موصوفا بـ"أعمال عدائية ومحاولة إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى الجزائر عبر ميناء بجاية، قادمة من ميناء مرسيليا الفرنسي، لصالح الحركة الإرهابية المسماة "ماك" بزعامة الإرهابي المطلوب من القضاء الجزائري فرحات مهني، المقيم تحت رعاية وحماية فرنسية رسمية".
وتباينت التعاليق بين الاستياء والغضب والفخر، فهناك من اعتبره قرارا مشرفا وسيدا، بينما قال أحد المعلقين غاضبا إن فرنسا صارت "مزبلة أوروبا وكل الدول الإفريقية تخلت عنها". ومن بين المشاركين، من ربطوا الأحداث بالدوائر الصهيو- مخزنية في فرنسا، التي "تعمل على محاربة المصالح الجزائرية في كل مكان".
ومن المعلقين من أثنى على الأجهزة الأمنية لتفكيكها هذه الألغام ورصد الأخطار القادمة من فرنسا، داعين إلى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.