38serv
بعث رئيس حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، اليوم الأربعاء، برسائل سياسية، انطلاقا من الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، داعيا "إلى استخلاص العبر والعمل على الاستشراف، غير مستبعد أن ما مجرى في سوريا قد يتكرر في بلدان سلمت نفسها للأجندات الأجنبية والغربية".
وأكد حساني في ندوة حول "مصداقية حقوق الإنسان في الأزمات الدولية"، على أن الحركة "تساند الشعب السوري في تقريره لمصيره للتخلص من الاستبداد، لكن لا نريد أن تُسلم سوريا للأجندات الخارجية"، ضاربا مثالا باستغلال الكيان الصهيوني الفرصة وضربه المقدرات الدفاعية والهيكلية للدولة السورية، والتوغل في الأراضي السورية. .
وفي تحليل المرشح الرئاسي السابق، فإن العالم الغربي يرسم استراتيجية للتحكم في الشعوب، لا نجاة منها إلا عبر التماسك الداخلي، الذي ينطلق من "ضرورة استيعاب المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتوفير الأجواء السياسية التي تسمح بالحوار ومناقشة القضايا المختلفة، ومن خلال تعزيز الحريات والحقوق في المجتمع، ولا يمكن الدوس عليها والمساس بها"، يضيف المتحدث.
وفي ظل هذا المخطط الصهيوني الكبير، الذي يعد التطبيع، في تشخيص حساني، أحد أوجه تنفيذه واستهداف الثروات، أحد مبرراته، والتطور التكنولوجي للكيان الصهيوني أحد مظاهره، هو الذي "يستهدف استقرار الشعوب والدول باستخدام أدوات الاستعمار القديم، وأيضا باستخدام الثورات الناعمة".
في حين، يضيف حساني "إننا في وطننا نؤكد على ضرورة تضافر جهودنا من أجل الحفاظ على وطننا والدفاع عنه، ليس بالشعارات والعبارات، بقدر توفير الأدوات السياسية التي تحتوي الإكراهات والاستفزازات".
ومن بين الأدوات التي يقصدها المتحدث "ينبغي أن يكون حوار وطني جامع، يستوعب المتغيرات الحاصلة في العالم وعدم ممارسة الهروب إلى الأمام، كما لو أنه لا توجد تحديات وأخطار تداهمنا"، إلى جانب "معالجة الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي يجب مواجهتها بالتعامل الحقيقي".
والغرب الذي يتظاهر بأنه محمي من الأزمات، يرى حساني أن الدول التي تسير في فلكه، "تعيش أزمات عميقة، غير أنها غير ظاهرة للملأ، كون الغرب هو من يتحكم في الإعلام". وبالرغم من ذلك، إلا أن "إخفاقهم وزوال قيمهم التي ظلموا بها الشعوب واستولوا على مقدراتهم، ستندثر قريبا"، يضيف المسؤول الحزبي.
وتداول على المنبر، بمناسبة الندوة، المؤرخ والناشط السياسي امحند أرزقي فراد، الذي قدم إحاطة تاريخية لذكرى 11 ديسمبر، وقدرة الجزائريين على رفض مشروع "الجزائر فرنسية"، وأيضا "الجزائر جزائرية مرتبطة بفرنسا"، وفرضوا مشروع "الجزائر جزائرية".
كما حاضر الحقوقي والمحامي بوجمعة غشير، وقال إن مصداقية ومبادئ وحقوق الإنسان ثابتة ولم تهتز مصداقيتها، وإنما مصداقية الواقع وتطبيقها هو من اهتز وشهد خروقات وازدواجية مفضوحة من قبل الغرب.
ونبه الحقوقي إلى أن خرق مبادئ حقوق الإنسان شمل أيضا الداخل الفلسطيني، أي من قبل السلطات الفلسطينية، داعيا إلى ضرورة التوفيق بين المسار التفاوضي والمسلح في تحرير فلسطين.
بدوره أيضا، حضر وتدخل عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي أبو زهري، مشيرا إلى أن الدول الغربية شاركت بشكل مباشر وغير مباشر في الدوس على مبادئ وقيم حقوق الإنسان في غزة، بل حتى حقوق الحيوان والطبيعة، ضاربا مثالا واقعيا بإبادة 1410 عائلة برمتها وشطب سلالتها في سجل الحالة المدنية، وأزيد من 3 آلاف عائلة لم يتبق منها سوى فرد واحد.