+ -

لم يمرّ الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، فجر الأحد المنصرم، إلا وقد سقطت معه الستائر عن العديد من أسرار هذا النظام ورموزه، وفتحت العديد من الأبواب المغلقة لمباني وسجون وحتى قصور لم يكن ليحلم الشعب السوري برؤيتها قط، لولا الحدث الجلل.

من بين ما أظهرته الفيديوهات المتدفقة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الساعات الأولى لبداية مرحلة ما بعد الأسد، تلك المقاطع والصور المثيرة من داخل قصور العائلة الحاكمة منذ ما يزيد عن 54 سنة، والمنتشرة خاصة في العاصمة دمشق.

لقد أظهرت هذه المقاطع، كيف أن السوريين حوّلوا القصر الرئاسي في دمشق إلى مزار مفتوح، فقد أصبح التجول في غرفة نوم الرئيس المخلوع، بشار الأسد، متاحا للجميع، فيما كانت الفرصة سانحة جدا لسرقة ونهب الممتلكات الثمينة من هذه القصور الفاخرة، التي تشبه أو تفوق تلك القصور المصورة من العصر الفيكتوري جمالا.

لقد جعلت الجموع المتوافدة على قصر الأسد من الأرائك، والستائر والثريا، والطاولات، وحتى المكيفات والمواعين والتحف الفنية والزرابي وما ترك آل بشار وراءهم، غنيمة تقاسمها ذوو الحظ السعيد، وكم هي فرحة من طالت يده تركة ثمينة يجد فيها تعويضا رمزيا عن سنوات الجمر والعوز.

 

غرفة الكنز

 

توالت التقارير الإعلامية العربية وحتى الأجنبية، خلال الساعات الماضية، التي تتحدث عن "غرفة الكنز" في قصر بشار الأسد الرئاسي، الذي تعرض للنهب، وهي الغرفة التي اقتحمتها السورية المسلحة، لتكشف عن أسرارها وما تخبئه من مقتنيات ثمينة وهدايا دبلوماسية، من بينها صورة من إهداء الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية، وأخرى لجائزة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

كما أظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلي المعارضة السورية وهم يبحثون في "غرفة الكنز"، حيث تمتلئ الرفوف بالصناديق المغطاة بالذهب واللوحات والتحف والهدايا التذكارية في قصر بشار الأسد في دمشق، الذي تعرض للنهب.

 

 

وبحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإن تاريخ صورة الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب يعود إلى 2002, عندما التقت الملكة الراحلة الأسد وزوجته أسماء في قصر عليها قبل إهدائها للرئيس السوري.

 

وفي مكان آخر من الغرفة، تم العثور على سجادة تصوّر وجه الأسد نفسه، في إشارة إلى الطابع الشخصي لمقتنيات القصر، وكذا جائزة "الفيفا" 2005.

 

حبوب اكتئاب

 

وغير بعيد عن غرفة الكنز، وبالتحديد في داخل مكتب الرئيس الذي فرّ إلى روسيا في نفس يوم سقوط نظامه، بعد أن سبقته عائلته إلى هناك بنحو أسبوع، فقد وجدت العديد من الكتب والأوراق والملفات، مبعثرة على الأرض، منها كتاب عن تاريخ الجيش الروسي، وخريطة لشمال شرق سوريا، والجولان السوري المحتل، فضلا عن كتاب عن حياة بشار الأسد، وصور شخصية لبشار وزوجته أسماء، ووووالده الراحل حافظ الأسد، وهدايا وميداليات عديدة.

 

أما الأغرب، فقد كان على مكتب الرئيس، الذي وكما يبدو كان يتعرض لقلق دائم خلال الأيام الأخيرة من حكمه، فقد عُثر على "حبوب البنزوديازيبين" المضادة للقلق والاكتئاب فوق المكتب، حسب الصور والفيديوهات المتداولة.

للتذكير، فإن روسيا - الحليف الاستراتيجي للنظام السوري - قد أعلنت عبر وزارة خارجيتها، عن منح اللجوء الإنساني لكل من الرئيس المخلوع بشار الأسد وزوجته أسماء وأبنائه، إذ توجهت العائلة، في الساعات الأولى لسقوط العاصمة دمشق في يد الفصائل السورية المسلحة، إلى العاصمة الروسية موسكو في طائرة ألغت جهاز التتبع بها لضمان وصولها الآمن إلى وجهتها.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في مقابلة بثت يوم أمس الثلاثاء، إن "روسيا نقلت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى روسيا بشكل آمن للغاية". وأضاف ريابكوف بالقول عن الأسد "هو آمن، وهذا يظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي".

وعما إذا كانت موسكو ستسلم الأسد للمحاكمة، قال ريابكوف: "روسيا ليست طرفا في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية".

كلمات دلالية: