ضحايا الشتم في الملاعب.. العدّاد يواصل الدوران

38serv

+ -

انضم لاعب ترجي مستغانم، توفيق عدادي، إلى ضحايا العنف اللفظي الذي يميز الملاعب الجزائرية، والذي يواصل عدّاده في الدوران بسرعة رهيبة، وسط غياب آليات رادعة للحد من هذا السلوك المشين، الذي دأب عليه جانب من الجمهور "اللارياضي" في مختلف مباريات المنافسات الكروية ببلادنا.

وأعلن توفيق عدادي، مساء أمس، في ختام مباراة فريقه، التي خسرها بملعب الشهيد بومزراق، أمام جمعية الشلف، قراره مغادرة الفريق نظير لجوء جانب من أنصار فريقه لشتمه بوالدته، مطالبا إدارة الترجي بتسهيل مهمته في الرحيل، مؤكدا أنه لن يضع أي شروط مادية من أجل الخلاص من هذا الوضع المعقد، وهذا الضغط الرهيب الذي لم يعشه على امتداد سنواته الطويلة في الملاعب الجزائرية، والذي جعله وزملاءه يفقدون تركيزهم بعد أن صاروا يدخلون مختلف المباريات خائفين ومرتعبين من ردة فعل الجمهور، التي تبقى غير مفهومة ولا مبررة.

وقبل عدادي، كان مدرب ذات الفريق، شريف حجار، قد أعلن بعد مباراة فريقه أمام أولمبيك أقبو، قراره بالرحيل من الترجي، بسبب تعرضه، هو الآخر، للشتم والسب من قبل جانب من الأنصار، مستغربا الضغط الكبير الذي عاد للتو إلى بطولة النخبة، بعد سنوات طويلة من الغياب.

بدوره، كان مدافع اتحاد بسكرة، عادل لخضاري، قد أعلن قراره باعتزال الميادين، بعد أن تردد صدى شتم والدته في جنبات ملعب العالية، بمناسبة مباراة فريقه أمام جمعية أولمبي الشلف، قبل أن يتراجع عن قراره ويعود بعد إلحاح زملائه وإدارة الفريق.

وقد حفلت بطولة هذا الموسم بحالات وحوادث مماثلة مست مدربين ولاعبين ومسيرين، لكن حصة الأسد كانت موجهة إلى حراس المرمى الذين تشتم أمهاتهم في مختلف الملاعب والمباريات، في كل مرة يقومون فيها بإرجاع الكرة إلى الميدان وهو السلوك المشين المنافي للأخلاق، الذي تورط فيه حتى بعض من ينتسب إلى المصورين الصحفيين، كما حدث مع حارس أولمبيك أقبو، بن شيخ لفقون، عند مواجهة مولودية الجزائر بملعب 5 جويلية.

وإذا كانت الاتحادات الدولية، والأوروبية بشكل خاص، تعاقب بحزم كل هذه التجاوزات ولا تستثني حتى العبارات العنصرية، وإذا كان قانون العقوبات الجزائري (القانون رقم 06-23 المؤرخ في 20 ديسمبر 2006) يعاقب على السب الموجه إلى فرد أو عدة أفراد بالحبس من شهر واحد إلى ثلاثة أشهر وبغرامة من 10.000 دج إلى 25.000 دج، إلا أنه غير مفعل على الأقل في الملاعب الجزائرية، إذ تتواصل استباحة الأخلاق العامة والتربية والدين، في انتظار إيجاد إرادة حقيقية لدى المسؤولين في ردع المخالفين، ووقف هذه التجاوزات، وجعل الملاعب الجزائرية آمنة من هذه السلوكات المشينة.