38serv
أجاب رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإجتماعية في جنيف، عن مجموعة الأسئلة التي تخص أسباب الهجوم الذي تقوده عائلة داسو الفرنسية عبر ذراعها الإعلامي صحيفة "لوفيغارو" على الجزائر، مؤكدا أن الأمر لا يخرج عن نطاق تحقيق المصالح الاقتصادية والتجارية التي تلهث "الأوليغارشية" الفرنسية في سبيل تحقيقها، بعدما تراجعت مكانتها في السوق الجزائرية لصالح منافسين آخرين. وانطلق الصيداوي، في قراءته لوضعية الحملة المسعورة على الجزائر، من أن عائلة داسو هي العائلة المصنّعة لطائرات "الرافيل" الحربية وأسلحة أخرى، وهي مالكة صحيفة "لوفيغارو" اليمينية التي تعتبر تقريبا أكبر جريدة يومية فرنسية من حيث السحب، فضلا عن كونها "أحد أعمدة الأوليغارشية الفرنسية" كما قال، والتي تسعى لحماية مصالح شركاتها واستثماراتها.
وفي منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار المتحدث، في سياق الشرح، إلى أن الجزائر رفضت شراء الأسلحة الفرنسية التي تصنعها عائلة داسو، على الرغم من العديد من المحاولات والإغراءات "لأن الجزائر لا تشتري إلا الأسلحة الروسية والصينية وهي الدول التي ساعدت الثورة التحريرية المباركة"، فضلا عن محاولات صحيفة لوفيغارو تلطيف الجو عبر إرسال طلب لإجراء حوار مع الرئيس عبد المجيد تبون "إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل"، الأمر الذي دفعها إلى تفعيل منطق الابتزاز من خلال شن هذه الحملة الصحفية.
وعلى هذا الأساس، نشرت هذه الصحيفة اليمينية ملفا كاملا حول الجزائر شارك فيه السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر غزافيي دريانكور، الذي اعتبره عدوا لدودا للجزائر، على اعتبار أنه خبير في الشؤون الجزائرية، فضلا عن مقال مطول عن بوعلام صنصال في محاول لصناعة أسطورة منه، حيث زعموا أنه راح ضحية تدهور العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، على الرغم من أنه ارتكب أفعالا مجرمة "من حق الجهات القضائية الجزائرية متابعته لأجلها".
وأوضح المتحدث، في هذا الإطار، أن إبرام الجزائر صفقات مع فرنسا سيغير من موقفها، وبالتالي فالمسألة مرتبطة بمصالح اقتصادية محضة، لاسيما أن مكانة الشركات الفرنسية تراجعت كثيرا لصالح المنافسين، على رأسها الصين التي تعتبر الشريك الأول للجزائر بنسبة 12 بالمائة، بينما تمثل فرنسا 6 بالمائة فقط وهي مرشحة للتراجع أكثر، مشيرا إلى أن التوجه الحالي للجزائر تنويع الشركاء مع إيطاليا والصين وألمانيا في قطاعات لطالما كانت السيطرة فيها للشركات الفرنسية.
كما أكد أن السبب الآخر لهذه الهجمة تراجع دور فرنسا حتى في استعمال اللغة الفرنسية التي حشدت لها في السابق كل الجهود للدفاع عنها والمواصلة في استعمالها في الجزائر، بعد التوجه نحو استخدام اللغة الإنجليزية إلى جانب العربية، حيث "أضحت تستعمل أكثر في الإدارات والهيئات العمومية"، يقول الصيداوي .