مأساة إبراهيم تعود إلى الواجهة بمحاكمة والديه

+ -

 عادت، أمس، قصة مأساة الطفل إبراهيم صولي، إلى واجهة الأحداث ببسكرة عقب فتح ملف هذه القضية من طرف محكمة بسكرة التي سلطت حكم أربع سنوات حبسا نافذا ضد الأم الموجودة رهن الحبس، وبحكم عامين ضد الأب، حيث وجهت لهما جنحة الجرح العمدي على قاصر المفضي إلى عجز عن العمل لأكثر من 15 يوما، وجنحة النصب باللجوء إلى الجمهور فيما أسقطت جنحة التعذيب.

 سرد تفاصيل هذه المحاكمة تدفعنا للرجوع إلى الوراء لنحو ثلاث سنوات عندما ظهرت حالة مرضية نادرة للطفل إبراهيم صولي، الذي كان يبلغ آنذاك أربع سنوات ألزمته منذ ولادته العيش في المستشفيات، دون التوصل إلى تشخيص دقيق لوضعيته التي تعقدت أكثر بتعرضه لنزيف دموي حاد ومتكرر من أنحاء جسده، خاصة الأنف والفم والعين ثم تآكل جسمه النحيف.

وقد لقيت حالته حملة تضامن ومساندة واسعة من طرف شباب المدينة الذين نظموا عدة وقفات احتجاجية أمام مقر الولاية، فضلا على تفاعل  مواقع التواصل الاجتماعي بصوره المؤلمة طلبا لإنقاذه من الموت البطيء، وتمكينه من تأشيرة نقله إلى فرنسا للعلاج.

وروى والده آنذاك ماساه ابنه، حيث يقول أن فلذة كبده قضى حياته بين المستشفيات التي تحولت إلى بيته الدائم، فبعد شهر من ولادته ظهرت عليه علامات المرض حيث تنتابه نوبة صرع وارتفاع في درجة الحرارة والتهابات وسيلان لعاب من فمه شبيه بـ "الأسيد". ورحلة العلاج كانت بدايتها عندما استقبله مستشفى بارني ببني مسوس، حيث حامت الشكوك حول الكبد والكلى.

وبعد بلوغه حوالي عام ساءت حالته الصحية، فتم نقله إلى تونس وتبين أن المرض لا يتعلق بالكلى بل مرض نادر قد يكون وراثيا، لكن بعد نحو شهرين أكدت التحاليل سقوط هذه الفرضية.

ويضيف والده، في تصريح سابق لـ "الخبر" التي تناولت قضيته عدة مرات، أنه بفضل وقفة المحسنين والخيرين الذين جمعوا له حوالي 120 مليون سنتيم، نقل الطفل إلى تركيا لكن المبلغ المتبقي من تذاكر الطائرة والمقدر بحوالي 60 مليونا لم يكف للاستمرار في العلاج.

فكان لزاما العودة إلى بسكرة وتحويله إلى مستشفياتها، ثم تحويله إلى مستشفى ابن باديس بقسنطينة أين قضى حوالي عام كامل، لكنهم عجزوا عن تشخيص حالته المرضية ليقترحوا نقله إلى إحدى المستشفيات المتطورة في الخارج. وبالنظر إلى عدم القدرة على ذلك، نقل إلى مستشفى مصطفى باشا أين تلقى العلاج لفترة وجيزة.

وحسب كلامه، فإن احمد إبراهيم يصارع الموت البطيء بسبب تآكل جسده النحيف وتعرضه لنزيف حاد في عدة أماكن من جسمه، خاصة الفم والأنف والعين.

واللافت أن حالة الطفل، كما سبق الذكر، أثارت تفاعل وتضامن سكان الولاية ونظم شبابها وقفات احتجاجية أمام مقر الولاية، وكانت لوالي بسكرة آنذاك وعديد الشخصيات عدة تدخلات من أجل المساهمة في التكفل بحالة الطفل ونقله للعلاج في الخارج.

كما ساعد أبناء المنطقة المقيمون في المهجر كذلك عائلة إبراهيم وأبدوا استعدادهم للتكفل بمصاريف علاجه، إلى أن يتحقق حلم تحويله إلى مستشفى ببلجيكا من أجل العلاج.