38serv
باشرت مجموعة من الأكاديميين والمختصين في التاريخ وفلاسفة وكتاب فرنسيين، حملة وعريضة تضامن مع الأكاديمي الفرانكو-جزائري نجيب سيدي موسى.
تعرّض الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في تاريخ الجزائر الحديث، لهجوم عنصري غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد مشاركته في برنامج "سي بوليتيك" على قناة "فرانس 5"، يوم الأحد 24 نوفمبر، ودار النقاش حول ملف الذاكرة الجزائرية-الفرنسية، على خلفية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال.
ورغم أن سيدي موسى عبّر بوضوح عن "رفضه للإجراء التعسفي بحق صنصال"، إلا أنه دعا بالمقابل إلى قراءة "أكثر رزانة وتوازن" لمواقف صنصال، مشيراً إلى كتاباته الأخيرة المثيرة للجدل في صحف اليمين المتطرف الفرنسي.
وفي اليوم التالي للبرنامج، استغل حساب "ديستيناسيون تيلي"، على منصة "إكس"، والمعروف بميوله لليمين المتطرف، مقطعاً من الحصة التي شارك فيها سيدي موسى، ليتم شن هجوم على القناة، واصفاً إياها بـ"الجزائر 5"، في محاولة للتشكيك في حياديتها وربطها بأصول الباحث الجزائري.
وتصاعد الهجوم بسرعة عندما وصفت عالمة الاجتماع فلورنس بيرجو- بلاكلر، الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي، سيدي موسى، بـ"الأحمق البائس"، والأكثر عنصرية كان تعليق الرسام الساخر كزافيي غورس، الذي وصف الباحث بـ"بائع السجاد الإسلامي"، متهماً إياه بأنه يحمل في طيات خطابه "ميولات إرهابية". هذه التصريحات تجاوزت حدود النقد إلى تجريد الباحث من إنسانيته، وربط آرائه بأصوله الجزائرية بشكل مباشر في حملة عنصرية متأصلة، دعم هذه الإساءات جاء أيضاً من الصحفي جان كاترمر الذي وصف سيدي موسى بـ"الإرهابي المحتمل" في تغريدة لاحقة.
وما يثير الاستغراب هو أن مواقف نجيب سيدي موسى، لم تكن مختلفة بشكل جذري عن مواقف مشاركين آخرين في النقاش، مثل المؤرخ الفرنسي سيباستيان ليدو الذي لم يتعرّض لذات الهجوم. ولهذا، فإن هذا الاستهداف الممنهج يكشف عن ازدواجية المعايير، حيث يتم تصوير أي شخص من أصول جزائرية يتبنى مواقف "متّزنة" بأنه تهديد وإرهابي، بينما يُعامل أصحاب الألقاب والأسماء الغربية ببراءة.
وأشار موقع "ميديابار" الفرنسي، أنه على عكس الاتهامات الموجهة إليه، فإن مسيرة سيدي موسى الفكرية والأكاديمية تؤكد أنه لطالما طرح أفكاره بعمق بخصوص تحليل العلاقات الجزائرية- الفرنسية، ودعوته لإعادة قراءة الماضي "دون تهويل أو تحامل".
وأشار المصدر أن مجموعة من الأكاديميين والمختصين في التاريخ وفلاسفة وكتاب فرنسيين، أمضوا على عريضة للتضامن مع الباحث الفرانكو جزائري، معبّرين عن تنديدهم للإساءة والعنصرية التي تعرّض لها.