ممارسات بشعة للاحتلال في حق الأسرى الفلسطينيين

+ -

يقبع أزيد من 2000 أسير فلسطيني، من قطاع غزة، في سجون الاحتلال الصهيوني، منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر 2023، في وقت لا تزال حرب الإبادة مستمرة، والتي راح ضحيتها أكثر من 149 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وفق حصيلة غير نهائية، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أبشع جرائم الإنسانية عبر التاريخ.

وحسب ما كشف عنه "مركز فلسطين لدراسات الأسرى"، مساء أمس، فإن "جرائم الاحتلال في قطاع غزة لم تتوقف عند التطهير العرقي والقتل الممنهج لعشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير كل مظاهر الحياة في القطاع، بل مارس الاحتلال جريمة الاعتقال الجماعي للآلاف من أبناء القطاع والإعدام الميداني للمئات منهم بدم بارد".

وأضاف المركز الحقوقي، أن "أحد تلك الحوادث ما جرى مؤخرا في شمال القطاع بإعدام ثلاثة أسرى بعد إيهامهم بإطلاق سراحهم عقب أسابيع من الاعتقال والتحقيق في منطقة السودانية، شمال غربي غزة، وحين ساروا غربا لعدة أمتار للبحث عن منطقة آمنة تم إطلاق النار عليهم في جريمة إعدام واضحة".

وقال المركز إن "حالات الاعتقال وصلت إلى ما يزيد عن 8 آلاف حالة من كافة مدن وبلدات القطاع من شماله إلى جنوبه، بعد مداهمة المنازل واقتحام مراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات، كان آخرها اعتقال حوالي 1000 مواطن، خلال إعادة اجتياح شمال القطاع، خاصة مدينة جباليا".

وأشار المركز الحقوقي إلى أن "الاحتلال أفرج عن غالبية المعتقلين بعد التحقيق معهم في ظروف قاسية ومميتة، أدت إلى ارتقاء عدد منهم شهداء نتيجة التعذيب القاسي المحرم دوليا، بعد أن أمضوا فترات مختلفة تراوحت بين ثلاثة أشهر وعام، فيما لا يزال يقبع 2000 منهم في سجون الاحتلال الصهيوني".

وبحسب شهادات أسرى من غزة أفرج عنهم حديثا، فإنهم "تعرضوا لعمليات تعذيب قاسية طالت كرامتهم وإنسانيتهم، وتم تقييدهم وعصب أعينهم لفترات طويلة استمرت لأكثر من أسبوع بشكل متواصل، وتعرضوا للضرب على كل أنحاء الجسم، وحرموا من قضاء الحاجة واضطروا لقضائها في ملابسهم، وظهر ذلك من آثار القيود على أجساد المحررين، والتي أدت إلى حدوث انتفاخات في أطرافهم".

وبيّن المركز أن "الاحتلال لا يزال يمارس جريمة الإخفاء القسري بحق أسرى القطاع، ويمنع عنهم الزيارات بكافة أشكالها، إلا القليل ممن سمح بزيارة المحامي لهم في سجني النقب وعوفر، وذلك لممارسة كافة الجرائم بحقهم بعيدا عن المؤسسات الحقوقية الدولية، وليعطي لنفسه مساحة واسعة في ممارسة كل أشكال القتل والتعذيب بحقهم دون رادع".

 

استشهاد معتقلين اثنين في ظروف غامضة

وفي صباح يوم أمس الأحد، أعلنت مؤسسات الأسرى في فلسطين، عن استشهاد أسيرين من قطاع غزة في سجون الاحتلال الصهيوني. وبيّنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، في بيان مشترك، أنها أبلغت باستشهاد المعتقل محمد عبد الرحمن هويشل إدريس (35 عاما)، أول أمس، في سجن (عوفر)، فيما تلقت نبأ استشهاد المعتقل معاذ خالد محمد ريان (31 عاما)، بعد مراسلة جيش الاحتلال للاستفسار عن مصيره، وفي الرد تبين أنه استشهد في الثاني من نوفمبر الماضي، دون الإفصاح عن تفاصيل استشهاده.

وأوضح البيان أن الأسير، محمد إدريس - وبحسب عائلته - لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل فقدانه بتاريخ 25 أوت 2024، أما المعتقل ريان فهو يعاني من شلل كامل قبل اعتقاله في تاريخ 21 أكتوبر الماضي.