أوصى خبراء ودكاترة مختصون، شاركوا في الملتقى الدولي حول “العمل الدعوي المؤسساتي واقعه وآفاقه” الذي نظمته نهاية الأسبوع كلية العلوم الإسلامية بجامعة الوادي، إلى ضرورة إعداد الدعاة إعدادا علميا وفق متطلبات العصر الرقمي.
وشدّدت توصيات ملتقى “العمل الدعوي المؤسساتي” على ضرورة فتح مراكز دعوية متخصصة في إعداد الدعاة وفق متطلبات العصر الرقمي، والعناية بالمحتوى، مع تثمين تخصصات الدعوة والإعلام وتعميمها في كل الجامعات الوطنية، والاهتمام بهذا التخصص وتطوير برامجه خدمة للدعوة وتماشيا مع العصرنة. كما أوصى الملتقى بوجوب تكوين طلبة الدعوة إعلاميا، للتمكن من صناعة المحتوى الدعوي الرقمي على مستوى المراكز السمعية البصرية في كل الجامعات.
واعتبر الملتقون بأن انفتاح الجامعة على المؤسسات الدعوية الفاعلة في الوسط الاجتماعي، من خلال إقامة شراكات علمية متبادلة، من شأنه إثراء وتعزيز المجال الدعوي على أساس علمي، مع وجوب النأي بالمؤسسات الدعوية عن الإيديولوجيات، وضرورة تغليب المصلحة العامة للدعوة وإبعادها عن الصراع الذي لا يخدم أهدافها، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب الناجحة في العالم وتعميمها، وحثّ طلبة العلوم الإسلامية والباحثين لاستنساخها في العالم العربي والإسلامي، ودعوة طلبة العلوم الإسلامية إلى الانخراط في المؤسسات الدعوية، من أجل استثمار الجهود والكفاءات الدعوية في العمل المؤسساتي.
وشارك في هذه التظاهرة العلمية التي دامت يومين، خبراء ودكاترة من داخل الوطن وخارجه، من موريتانيا وسوريا وتركيا ومصر، بالإضافة إلى ضيوف الملتقى من مشايخ الزوايا وعضو المجلس الإسلامي الأعلى البروفيسور بويزري السعيد، وكذا طلبة الدكتوراه.
وأكد مدير الجامعة، البروفيسور عمر فرحاتي، لدى افتتاح الملتقى، على الدور الهام لأساتذة كلية العلوم الإسلامية التي تعدّ فضاء علميا للتكوين ونشر قيم الاعتدال والوسطية، مشيرا إلى أن أساتذة معاهد وكليات العلوم الإسلامية في الجزائر يحملون مسؤولية الحفاظ على تراث الأمة وقيمها ومنهج الوسطية، منوّها بدور مشايخ الزوايا العامرة في الحفاظ على قيمنا الاجتماعية وهوّيتنا الوطنية.
وقد استهدفت التظاهرة العلمية، حسب مديرة الملتقى الدكتورة فهيمة بن عثمان، التعريف بالمؤسسات التي تدير العمل الدعوي في العالم، وإبراز أهمية العمل الدعوي الجماعي في إطار مؤسسات منظمة، تتحد فيها الجهود والطاقات، وكذا معرفة مردود المؤسسات الدعوية على الدعوة، واستكشاف واقع المؤسسات الدعوية وآفاقها والتحدّيات التي تواجهها.
وناقش الملتقون العديد من المواضيع المرتبطة بالعمل الدعوي المؤسساتي، من خلال جملة من المحاور التي قدّمها للحاضرين عميد كلية العلوم الإسلامية البروفيسور إبراهيم رحماني، حيث نجد من بين المداخلات تلك التي قدّمها البروفيسور السعيد بويزري، عضو المجلس الإسلامي الأعلى والأستاذ بجامعة تيزي وزو بعنوان “العمل الدعوي والتحديات المعاصرة”، حيث عرّف فيها بالعمل الدعوي ومقتضياته، وقدّم خلاصة حول أبرز التحدّيات التي تواجه الدعوة، مستثمرا في دور النصوص القرآنية الداعمة وتقديم لفتات تأملية تستحث الهمم وتدفع إلى المسلك القويم. كما قدّمت الدكتورة أمينة بوبصلة، من جامعة جيجل، مداخلة حول الدعوة الإسلامية، تطرّقت فيها إلى أهمية استخدام الإعلام الرقمي، ومدى ما يمنحه من فرص ويضعه من تحدّيات أمام الداعية. كما قدّم الدكتور الطاهر لدغم، من جامعة الوادي، مداخلة حول العمل الدعوي المؤسسي وتحدّي الوصول إلى وسائل الإعلام، ومداخلة للبروفيسور نبيل موفق، من جامعة الوادي، حول مرتكزات العمل الدّعوي المؤسّساتي ومقاصده، ومداخلة للأستاذ جمال غول، من جامعة وهران، حول آفاق التعاون بين مؤسسات العمل الدعوي في ترسيخ المرجعية الدينية، ومحاضرة حول طرق ووسائل تفعيل مؤسسات العمل الدعوي على ضوء مقاصد الشريعة للدكتور محمد فال محمد محمود السالك، من جامعة المحظرة الشنقيطية بموريتانيا.
ولم يغفل الملتقى التطرق إلى دور وزارة الشؤون الدينية في مجال الدعوة، حيث تم تقديم مداخلة حول العمل الدعوي المؤسساتي الرسمي في الجزائر، من خلال نموذج وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للبروفيسور زكية منزل غرابة، من جامعة الأمير عبد القادر. وتم التطرق، أيضا، إلى دور جامع الأزهر في الدعوة، من خلال محاضرة بعنوان “الآليات الدعوية لمؤسسة الأزهر الشريف بالدول الناطقة بالعربية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001”، من تقديم محمد صادق إسماعيل، من المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية بمصر. وبالنسبة لواقع الدعوة بالخارج، قدّمت البروفيسور مفيدة بلهامل، من جامعة الأمير عبد القادر، محاضرة حول رسالة العلم والسلام بالجامعة الإسلامية بأوروبا وأمريكا.