38serv
في ظل تعاظم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وعجز المجتمع الدولي عن وقفها، منذ عام من الإجراءات الأممية والمساعي والوساطات، ومعها المظاهرات الشعبية العالمية، انضمت أصوات شخصيات ومجموعات يهودية فرنسية ترفض ربطها بسياسات الحكومة الصهيونية، رافعين مطلب "لا للإبادة الجماعية باسمنا".
ومن بين هذه الأصوات، برزت جيرالدين هورنبرغ، عضو "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام"، خلال مؤتمر "أمفيس 2024"، الذي نظمه حزب "فرنسا المتمردة".
وقالت هورنبرغ في المؤتمر، بحسب ما أوردت تقارير صحفية فرنسية: "بصفتي فرنسية يهودية، لا أستطيع تحمل جريمة القرن التي تجري أمام أعيننا باسمنا، كما أعلنها للحكومة الإسرائيلية".
وأضافت: "عندما ترتكب إسرائيل إبادة جماعية باسم الدفاع عن جميع اليهود في العالم، فإنها تربطنا بسياساتها الإجرامية"، مشيرة إلى "أننا نرفض بشدة هذه العلاقة مع حكومة استعمارية، عنصرية وإبادة جماعية".
ولم يتوقف تنديد السياسية عند التبرؤ من سياسات القادة الصهاينة في الكيان المحتل باسم اليهود، وإنما نددت أيضا "بتواطؤ فرنسا، من خلال دعمها غير المشروط لإسرائيل"، واصفة سياسة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأنها "إسلاموفوبية مستمرة منذ سنوات".
وتطرقت هورنبرغ إلى التهمة الجاهزة التي صارت تلفق آليا لكل من يبدي دعمه وتضامنه مع ضحايا الآلة الإجرامية الصهيونية، بالقول: "إن النضال من أجل فلسطين ليس له علاقة بمعاداة السامية، بل هو نضال من أجل العدالة والسلام وضد الاستعمار والعنصرية".
وبمنطق حيادي وحقوقي، ذكرت المتحدثة أن "القانون الدولي يقر بحق المقاومة للشعوب التي تخضع للاحتلال".
وذهبت هورنبرغ إلى أعمق مما هو سياسي وعسكري، عندما تناولت الجانب الديني، فقالت إن "ما يحدث ليس صراعا دينيا، كما يحاول البعض تصويره، بل هو حرب استعمارية بين عدو محتل ومُحتَل"، واصفة المشروع الصهيوني بأنه "مشروع استعماري عنصري يسعى لاستبدال شعب بآخر".
واختتمت المتحدثة تصريحها قائلة: "على الجميع أن يدرك أنه لا يمكن تحقيق الأمن، سواء للإسرائيليين أو الفلسطينيين، ما دام هذا النظام الاستعماري مستمرا.
وليست هذه اليهودية وحدها من ترفض ولا تؤيد سياسة الكيان الصهيوني، وإنما هناك شخصيات عديدة ومنظمات تضم آلاف اليهود في أوروبا والولايات المتحدة وكندا، يتبرؤون من دولة تسمى "إسرائيل" بالكامل، ومن بينها منظمة "ناطوري كارتا".
وتعتبر منظمة "ناطوري كارتا" حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، وفق موقع "ويكيبيديا"، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه، ولا يكون إلا بعد أن "يرجع اليهود إلى تطبيق شريعتهم التي عاقبهم الرب لمخالفتها وشتتهم في الأمصار وبين شعوب الأرض بسبب تضييعها".
كما هناك مفكرون وشخصيات علمية مرموقة ضد سياسات الكيان المحتل، كالمفكر واللغوي الأمريكي الشهير، نعوم تشومسكي، ونورمان غاري فينكلشتاين، الأستاذ الجامعي الأمريكي اليهودي المختص في العلوم السياسية، والمعروف عنه، وفق موقع "ويكيبيديا"، مساندته للقضية الفلسطينية وكرهه استخدام اليهود للمحرقة كوسيلة لجذب التعاطف العالمي، والتغطية على جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين.