توفي جلول مربروك، أمس السبت، عن عمر ناهز 90 سنة، بعد معاناة مع مرض سرطان "اللوكيميا" بالمستشفى الألماني "رينباك" بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حسب ما نشرته ابنته داريا على حسابه الشخصي في "الفايسبوك".
الراحل شاعر وصحفي وروائي وناشر ومؤلف مجموعة شعرية "بعيدا عن الجزائر"، هو من مواليد 12 أوت 1934 ببوسعادة، والده جزائري، وهو بن عيسى بن مبروك من أولاد نايل، ووالدته الأمريكية، خوانيتا قوشيون (المولودة أنيتا رايس)، فنانة تشكيلية قدمت إلى الجزائر للاستكشاف وإنجاز أعمال فنية، وقعت في حب مرشدها السياحي، وهو ما تسبب في عدة مشاكل مع السلطات الفرنسية آنذاك، لكنها ردت عليهم "أحس أكثر بالأمان مع من تصفونهم بالبدو".
كما كشف جلول، في حوار مع جريدة "النصر" الجزائرية سنة 2017، أن "السلطات الفرنسية اتهمت والدتي بشبهة إنجاز رسومات طوبوغرافية للمخابرات الألمانية بسبب إتقانها للغة الألمانية". واضطرت والدته إلى مغادرة الجزائر نحو الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة بعد ولادته، وقامت بعرض مجموعة لوحاتها حول الجزائر وبوسعادة في معرض فني كبير بأمريكا. وأورد الصحفي كيفين سوانويك على موقع جلول مربروكhttps://djelloulmarbrook.substack.com/p/djelloul-marbrook-american-poet، معلومات حول الراحل ونشأته بمنطقة وودستوك بنيويروك ودراسته بجامعة كولومبيا والخدمة العسكرية في البحرية الأمريكية، خلال الحرب الكورية، وأزمة قناة السويس سنة 1956، وكان بمثابة مصور وكاتب خطابات قائد البحرية، قبل امتهانه الكتابة الصحفية بجريدة "بروفيدانس جورنال، بالتيمور سان، واشنطن سالم جورنال".
تزوج مع واندا راتليف، وبعد سنوات عقد قرانه مع زوجته الثانية ماريلين هاكات. وأسس مع هذه الأخيرة قاعة عرض بمنزل والدته خوانيتا التي توفيت سنة 1999، وعرض أعمال والدته وخالته الفنانة كذلك، إيران رايس.
واستعمل جلول مربروك مفكرة والدته ومذكراتها حول بوسعادة والجزائر كمصدر إلهام لكتابة أول مجموعة شعرية بعنوان "بعيدا عن الجزائر -2007"، وافتك بها جائزة(Tom and Stan wick prêtre prize) ، وألف 22 رواية، تحصل من خلالها على عدة جوائز أدبية، وخلف وراءه كتابين جاهزين للطبع.
كما أوضح كاتب المقال أن مراسم جنازة الراحل ستكون بمنطقة بالتيمور ماريلوند بكنيسة المسيح، هازبون، نيويورك. وكشف الشاعر عمر أزراج على حسابه الخاص على الفايسبوك في جويلية 2023، عن مساهمة للشاعر جلول مربروك على مجلة "مثاقفات" في عددها رقم 9 بمقالة بعنوان "هل يجب أن تعني الحداثة شلة؟"، وهو تقييم للشعراء الأمريكيين.
جلول و لغز اختفاء لوحات والدته في الجزائر
كشف جلول في حواره لجريدة "النصر" الجهوية، في سبتمبر 2017، أن "إدريس الجزائري، سفير الجزائر في الولايات المتحدة الأمريكية، بادر سنة 2004 بعقد اتفاق مع شركة سوناطراك وحضر شكيب خليل وألقى خطابا وتم شحن164 لوحة فنية منجزة من طرف والدتي، ومنذ ذلك الحين لم أعرف وجهتها، رغم سؤالي بشكل مستمر، وتم عرض 20 لوحة بمقر الشركة بحيدرة، قبل أن التبرع بها لوزارة الثقافة، في 10 ماي 2010، لوضعها في متحف بالجزائر العاصمة".
أورد في نفس الحوار معلومة بخصوص اللوحات: "اتصلت بي بركاهم فرحاتي، مديرة متحف إيتيان ديني ببوسعادة، وأجرت حوارات مع والدتي قبل وفاتها، ووعدتني بالبحث عن اللوحات الفنية، واستفسرت عنها عند وزير الثقافة آنذاك، عز الدين ميهوبي".
كما استطاعت بركاهم فرحاتي العثور على عائلة جلول ببوسعادة، وعكس ماروت له والدته بأن أباه متوف، وجدت أنه عاش لغاية 1978، وتزوج وله ثلاثة إخوة (لمجد وعمر ونورية) وعرف أن والده تزوج من " روز فيتزوسيمونز"، ثرية بريطانية مقيمة ببوسعادة، قبل وفاتها سنة 1958، ليتزوج "مباركة" أم أولاده الثلاثة.