+ -

مرة أخرى، ولسوء حظها، تسير باريس في الطريق الخطأ، وتسقط هي ونخبها في المستنقع العفن، برعايتها لكل الأنشطة والأعمال التي تستهدف الجزائر ومقوماتها الهوياتية والحضارية، بالرغم من أنها حاولت -وفشلت- على مدار قرن و32 سنة، طمس تلك المعالم الراسخة، تارة بالنار والحديد، وتارات أخرى بتوظيف أذناب وأشخاص مغرر بهم، آثروا العمالة والخيانة من أجل متاع محدود، ووظيفة قديمة قدم الإنسانية.

ما تتعرض له الجزائر من طرف الاستعمار القديم الجديد مفضوح ولا يحتاج إلى تفكيك طلاسم أو عقد، بل إن الهدف واضح وضوح الشمس، وهو التعبير عن الانزعاج والحنق من رؤية الشعب الجزائري يختار طريقه بعيدا عن إملاءات جلاد الأمس، ويمضي دون التفات وراءه نحو ترسيخ الريادة في المنطقة، بحرا وجوا وبرا، ترسيخا للسيادة المسترجعة في 5 جويلية 1962، مهما بلغت التحديات والرهانات والتهديدات.

لقد أبانت مختلف الفترات التاريخية رباطة جأش الجزائريين، وكيف لقنوا المغرر بهم من القوى الاستعمارية، على مدار آلاف السنين، الدروس المؤلمة، وآخرها خروج الاستعمار الفرنسي مذموما مدحورا، يجر الخيبة ومعه أذنابه من ضعاف النفوس المولوعين بالبقاء عبيدا.

إن بكاء نخب باريس المساكين على أحد أذنابهم، لا يعني أبدا اهتماما بمصيره، بل هي مجرد إذعان لإيعاز عرابيهم في اللوبي الصهيوني المناهض لكل ما هو جزائري..

ولأول مرة، نقرأ لوكالة الأنباء الجزائرية، لسان الدولة الجزائرية، ما أوردته مساء أمس، بمستوى راق وعال يؤكد رقي وعلو شأن الدولة التي تنطق باسمها، حول التكالب الفرنسي الصهيوني على الجزائر الجديدة والمنتصرة دائما..

إذ إن الذين يريدون أن يجعلوا من صلصال، ومن على شاكلته، شهيد حرية التعبير في هذه الديار العصية على الخونة وفراخهم، كان الأجدر بهم أن يفكروا في أن يحجزوا له قبرا يدفن فيه على أن يكون ذلك في المربع اليهودي المسيحي بمقبرة العالية لا غير..

وإلا كيف نفس موقف منظمة "كريف - CRIF" الصهيونية؟ فعندما يصدر هذا التنظيم العنصري الإرهابي، بيانا يطالب بإطلاق سراح صنصال.. فإنه تكون كل الأقنعة قد سقطت وتعرت منظمة "كريف" من كل شيء، وانكشف الطاعون وحققت الجزائر الهدف دون إطلاق طلقة رصاصة واحدة. أليست هذه ضربة معلم؟ بلى، إنها كذلك.

وتكفي قراءة أسماء أصحاب التغريدات وردود الفعل المخزية في حسابات مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ليتضح لكل من لديه عقل حر، وضمير صاح، وفي قلبه وطن وهوية وإيمان بهما، بل حتى للإنسان عديم الملاحظة، أن اللوبي اليميني الصهيوني في فرنسا، الغارقة في الأزمات والإفلاس الأخلاقي والاقتصادي، قد فقد بالفعل مخلب القط الذي اعتقد أنه يشعل به الحروب وينتصر به فيها بالوكالة.. أتدرون لماذا؟ لأنه عديم الشجاعة ويخاف المواجهة العلنية، وتجده دائما يختفي وراء الكواليس ويأكل الشوك بحنك صنصال وأمثاله.