إقبال كبير للشباب على الكتاب والأدب الإنجليزي

38serv

+ -

 

من مميزات الطبعة الـ27 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الإقبال الكبير لزوار المعرض على الكتاب الإنجليزي والأدب المكتوب باللغة الإنجليزية، ورغم قلة دور النشر التي أحضرت الكتب الإنجليزية إلا أن مبيعات هذه الكتب حطمت الرقم القياسي، سواء بالنسبة للكتاب الجامعي أو الرواية أو القصة وكتب الأطفال والمبتدئين، وهذا حسب شهادة بعض أصحاب دور النشر الذين قصدناهم خلال جولتنا بـ"سيلا"، حيث أكدوا أن هناك إقبالا منقطع النظير على الأعمال المكتوبة باللغة الإنجليزية على تنوعها وأن دورة المعرض لهذه السنة حملت الجديد في هذا المجال، خاصة من حيث توجه الجامعيين إلى الرواية الإنجليزية.

أرجع أصحاب دور النشر هذا الإقبال الكبير على الكتاب الإنجليزي إلى عوامل ثقافية واجتماعية مختلفة، مؤكدين أن القراء الشباب متأثرون بشكل متزايد بالثقافة الناطقة بالإنجليزية، ما يجعلهم يقبلون على الكتب الأكثر مبيعا على المستويين الأمريكي والإنجليزي. ويعزو هؤلاء هذا التوجه إلى إدراك الجيل الجديد وحتى أوليائهم أن الانتقال إلى الإنجليزية هو توجه أساسي يفرضه الواقع، خاصة أن الإنجليزية لغة مختلف العلوم المطلوبة حاليا.

 

كتب شارلوك هولمز وشكسبير في المقدمة

كانت وجهتنا بعد جولة طويلة بمعرض الكتاب جناح منشورات "فليتس" الجزائرية المتخصصة في الكتاب الإنجليزي، تحدثنا إلى صاحب الدار الأستاذ فليتس عبد الله الذي قال لـ"الخبر" إن دار "فليتس" توفر عدة عاوين باللغة الإنجليزية، منها الكتب العلمية والروايات وكتب الأطفال، كما صرح بأن الدار تخصصت في الأدب الإنجليزي نظرا لأن صاحبها متخصص في هذا المجال ودرس اللغة الإنجليزية.

وعن الإقبال على هذا النوع من الكتب أكد فليتس أن الشباب خاصة يقبلون بكثرة على الكتاب الإنجليزي وأن الأمر المميز في الدار هو وجود كتب لكل المستويات، من المستوى السهل وصولا إلى المستوى العادي كما كتبه الكاتب، موضحا أن الدار تقوم بشراء حقوق الكتب وتتصرف فيها بتبسيط قصة الكتاب مع الاحتفاظ بها كما هي "أي تبسيط الأسلوب للقراء وتسهيل الكلمات الصعبة لضمان فهمها من القارئ الجزائري"، ويقوم بهذه المهمة، حسب فليتس، أساتذة جامعيون تشتغل معهم الدار في هذه المهمة وهذا يتطلب وقتا وجهدا أيضا. وعن هذا التوجه للشباب الجزائري يقول ممثل الدار إن اللغة الإنجليزية هي التوجه الحالي للشباب وهناك إقبال كبير ومميز من الشباب والناشئة الذين يبحثون عن كتب تعلم اللغة الإنجليزية، وهذه الظاهرة تعتبر جيدة وصحية، حسبه، لأن الإنجليزية لغة كل العلوم وتعلمها إضافة للكبير والصغير.  وكشف المتحدث أن الدار توفر لمعرض الكتاب أكثر من 120 عنوان في الروايات والكتب الجامعية وأيضا قصصا للمبتدئين، كما توفر الدار كتبا يتم تحميلها من محرك البحث "غوغل" بمجرد نسخ رمز سيتم سماع القصة.

وتحضر الدار، يضيف فليتس، كتب شكسبير وجونوسان وفوتزيرولد، مؤكدا أن كتب شارلوك هولمز الأكثر طلبا والدار توفر سلسلة لأعماله، إضافة إلى كتب مارك توين وايدغار الامبو، كما وجدنا على رفوف جناح "فليتس" كتاب sir athur conan doyle، كتب مارك توين منها كتاب the prince and the pauper ، كتاب the three musketees  للكاتب اليكسندر دوماس، كتاب A christmas carol للكاتب شارك ديكن، كتاب "kidnapped" لصاحبه روبير لويس ستيفانسن، كتاب Heidi للكاتبة جوهانة سبيري وكتب الأطفال منها thow white and the seven dwarfs  وكتب أخرى كثيرة عرفت إقبالا كبيرا.

 

التوجه اليوم إلى الكتاب الإنجليزي

بصعوبة كبيرة دخلنا جناح دار "العزة والكرامة" وجناح مكتبة "ناجي ميغا بوكستور" أكبر مكتبة بالجزائر، تحدث إلينا الممثل التجاري للمكتبة وقال إن هناك بعض الكتب باللغة الإنجليزية في الجناح لكن آخر إصدار للدار هو الطبعة الثانية لكتاب " here we meet again , wat came after 2" للكاتبة منال بايو أستاذة الإنجليزية بالجامعة بعد نجاح الطبعة الأولى التي حققت، حسبه، نسبة مبيعات جد عالية، مضيفا أن الدار طبعت تقريبا خمسة آلاف نسخة "والآن هناك بيع بالإهداء الذي شهد إقبالا منقطع النظير" مؤكدا أن التوجه حاليا هو إلى الكتب الإنجليزية، خاصة من القراء في المدن الداخلية.

 

إقبال كبير على الأدب الياباني المكتوب بالإنجليزية

كانت وجهتنا هذه المرة إلى دار مصرية متخصصة في الكتاب الإنجليزي والمكتوب باللغة الإنجليزية، تحدثنا إلى جمال سليمان، مدير دار "ببلومانيا" للنشر والتوزيع القاهرة مصر، الذي رحب بنا وعبر عن سعادته بالإقبال الكبير للجمهور الجزائري على الأدب واللغة الإنجليزية، حيث قال: "نحن نقدم للقراء الأعزاء بالجزائر مجموعة متنوعة من الإصدارات في الأدب الإنجليزي، لدينا أدب ياباني باللغة الإنجليزية وأدب روسي وفرنسي كل ذلك باللغة الإنجليزية وكذلك لدينا بالعربية".

تحدث جمال سليمان عن توجه الزوار إلى هذا النوع من الكتابة وصرح بأن "هذا شيء متوقع من جمهور وشعب قارئ ومثقف"، كما كان، حسبه، الإقبال على الأدب الياباني المكتوب بالإنجليزية هو ما يميز الطبعة الجديدة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. وكشف المتحدث أن دار "ببلومانيا" تشارك في معرض الجزائر بأزيد من 200 عنوان، وهي المشاركة الأولى للدار في معرض الجزائر للكتاب "جئنا لاستكشاف الأجواء وقد وجدناها رائعة ومميزة... معرض واع جدا وحضور فاق توقعاتنا"، مؤكدا أنه سيستعد للعام المقبل بحول الله بإحضار كل ما في جعبة الدار من إصدارات قديمة وجديدة لم تحضرها هذه المرة، كاشفا أن العنوان الأكثر مبيعا لدار "ببلومانيا" هو "لونجر هيومن لاوسامو دازاي، وسكولغر لنفس الكاتب وميتافورفوز لكافكا، كتابات دوستويفسكي وسلسلة طالونت هيرس.

 

الإنجليزية تفرض نفسها في توجه الشباب الجزائري

قالت إسمهان، طالبة في الحقوق بجامعة الجزائر، في تصريح لـ"الخبر"، إنه رغم تخصصها في الحقوق إلا أنها تحب الأدب الإنجليزي وتقرأه منذ أن كانت صغيرة، تحب قراءة الحكايات المكتوبة باللغة الإنجليزية ولما كبرت أصبحت تعشق الروايات باللغة الإنجليزية خاصة روايات الجرائم والروايات البوليسية، كما أنها تقرأ كثيرا للكاتب الكسندر دوماس. وكشفت الطالبة أنها تحضر لاجتياز شهادة البكالوريا مرة ثانية لتدرس الأدب الإنجليزي في الجامعة وأن حلمها هو أن تصبح أستاذة اللغة الإنجليزية بالجامعة.

من جهتها عبرت كاميليا، ابنة بجاية التي تدرس بالعاصمة تخصص بيطرة، عن اهتمامها الكبير بالكتب الإنجليزية، وأكدت أنها جاءت خصيصا إلى معرض الكتاب لاقتناء كتب الأدب الإنجليزي وكذا المكتوبة بالإنجليزية.

وعن سبب اختيارها قراءة الأدب الإنجليزي أرجعت محدثتنا السبب إلى أن الإنجليزية لغة عالمية ويجب على الجميع أن يتعلمها اليوم، قائلة إنها تبحث عن كتب شارلوك هولمز الذي اعتادت أن تقرأ له وجاءت لأخذ عناوين أخرى لم تطلع عليها وكتابات "لولا" المعروفة على منصة "انستغرام". وقد أصدرت كاميليا كتابا جديدا بعنوان "ديناتور" عن كتب الرعب التي تحبها وصرحت بأنها خصصت مبلغا ماليا لمعرض الجزائر للكتاب لاقتناء كتب الأدب الإنجليزي.

حسام شاب يحضر لاجتياز شهادة البكالوريا، التقيناه مشتتا بين الكتب الإنجليزية، قال لنا إنه متأسف جدا لنقص عناوين كثيرة من الأدب الإنجليزي بـ"سيلا"، مؤكدا أنه سيكتفي بكتب شكسبير لأنه يجدها مهمة جدا لتقوية اللغة وتعلمها سليمة، كاشفا أنه بفضل الروايات الإنجليزية تمكن من تعلم اللغة الإنجليزية في فترة وجيزة جدا، داعيا كل التلاميذ والطلبة لوجوب التوجه نحو هذا الأدب الذي وصفه بالثري والمفيد.