38serv
شهد الإنتاج المحلي الجزائري تطورًا ملحوظًا في جودة المنتج المعروض، حيث برزت العديد من العلامات التجارية الوطنية التي تنافس المنتجات المستوردة بمعايير عالمية. وقد قدمت العديد من الشركات الجديدة، التي أُسِّست خصوصًا خلال جائحة كورونا وتقليص الاستيراد، منتجات جزائرية في مختلف القطاعات، نالت استحسان المستهلك المحلي الذي اقتنع بفعاليتها واستغنى عن فكرة الاعتماد على المنتجات الأجنبية.
وباتت بعض المنتجات الجزائرية المحلية تحظى بشهرة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حققت علامات مثل "المرجان" رواجا كبيرا ليس فقط داخل الجزائر، بل أيضًا على المستوى الدولي. ويعود هذا النجاح بشكل كبير إلى جهود الجالية الجزائرية، خصوصًا في أوروبا، التي لعبت دورًا بارزًا في تعريف المستهلك الأجنبي بهذه المنتجات وتعزيز سمعتها خارج الوطن.
وبعد أن تم التعرف عليها، بدأت هذه المنتجات، سواء في الصناعات الغذائية أو مواد التجميل أو المنتجات الحرفية التقليدية، تشق مكانتها الدولية اللائقة بها، بفضل جودة المنتج وروعة تغليفه واهتمامه بالمواد الطبيعية.
وقد لعبت متاجر إلكترونية، أُنشئت بجهود فردية أو جماعية من أبناء الجالية الجزائرية في أوروبا، دورًا كبيرًا في توصيل هذه المنتجات إلى زبائن جدد خارج الجزائر، حيث أصبحت هذه المتاجر توفر للمستهلك الأوروبي سهولة الحصول على المنتجات الجزائرية الأصلية، مثل زيت الزيتون وماء الزهر ومواد العناية بالبشرة، وحتى منتجات غذائية تقليدية مثل التمر والكسكسي. كل هذا زاد من الطلب على هذه المنتجات، وساهم في بناء سمعة دولية للعلامات الجزائرية المحلية.
صالون قسنطينة يؤكد التطور
وخلال الصالون الوطني للإنتاج والتصدير بقسنطينة، برزت العديد من المؤسسات الناشئة والشركات الجزائرية في مختلف القطاعات مثل الزراعة، قطع الغيار، البناء، الصناعة الصيدلانية وشبه الصيدلانية، إلى جانب قطاعات أخرى كمواد التجميل والعناية بالبشرة، وشركات مختصة بالتغذية الصحية ومواد أولية خاصة.
هذه الشركات، التي لم تكن موجودة في السابق، تمكنت من تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير فرص عمل، كما ساهمت في تقليل ميزانية الاستيراد، رغم صعوبات التزود بالمواد الأولية.
وأكدت أجنحة المؤسسات الناشئة والشركات الجزائرية المعروضة في الصالون الوطني للإنتاج والتصدير بولاية قسنطينة، فكرة تعزيز الإنتاج الوطني وخلق جسر نحو التصدير، وأظهرت العديد من المنتوجات ذات الجودة والنوعية، حيث لم يقتصر التواجد على قطاعات الفلاحة وقطاع الغيار والمؤسسات المختصة في البناء، قطاع الغيار والصناعة الصيدلانية وشبه الصيدلانية، وتعدى إلى أخرى مختصة في مواد التجميل والعناية بالبشرة، شركات مختصة في التغذية الصحية، لواحق ومواد أولية خاصة. وهي المؤسسات التي كانت غير موجودة في السابق ويعتمد فيها الجزائري على ما يتم استيراده من الخارج، غير أن هذه الأخيرة تمكنت من رفع التحدي والتخلي عن المنتوج الأجنبي وتطوير إنتاجها، كما وفرت مناصب شغل وقلصت من ميزانية الاستيراد، وإن كشف الكثيرون، أن المشكل المعيق لكثير من المؤسسات هو غياب المادة الأولية، التي يجد البعض صعوبة في الحصول عليها.
وقد ثمن عدد من الشركات المحلية التطور الذي وصل إليه الإنتاج الجزائري في الصناعات الميكانيكية والكهرو منزلية وغيرها، بعدما كانت معظم منتجاتها تستورد، لتمتد إلى قطاعات أخرى والسماح بخلق مؤسسات ناشئة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية ورفع الإنتاج، بالاعتماد على الكفاءات الوطنية، وفتح المجال لتطوير الإنتاج الجزائري وتنويعه.
"بيفا" عصائر وحلويات تغطي 58 ولاية
تعد شركة "بيفا"، ذات المنشأ الوطني من المؤسسات التي اعتمدت على نفسها، في خلق نوع من الحلويات والعصائر إلى جانب الشوكولاطة بجودة ونكهة خاصة، تمكنت من كتابة اسم لها في السوق المحلية، حيث ومنذ سنوات من العمل وسعت نطاق عملها وبلغت 6 وحدات إنتاجية توظف ما يعادل الـ 5 آلاف شخصا، حيث تختص كل وحدة في إنتاج الشوكولاطة، وحدة العصائر، المادلين وغيرها.
وحسب نور الدين مباركي، ممثل المديرية العامة لشركة "بيفا"، فإن هذه الأخيرة التي تقبلها المواطن بشكل كبير يستمر إنتاجها، حسب ما تطلبه السوق وحسب الاحتياج. علما أن هذه الأخيرة لها تجربة في التصدير للسينغال وليبيا وتتم الدراسة حاليا لدخول منافسة أخرى في إفريقيا مع إمكانية تسويق المنتوج هناك، مضيفا أن المؤسسة لها القدرة على تلبية أكبر الطلبيات ولا تضع السوق المحلية في خانة الندرة وبأنواع مختلفة يتم العمل عليها بصفة المناوبة كل 15 يوما، وتكون على قدر الاستهلاك ومعدل الطلب.
وأكد في ذات السياق، أن "بيفا" أصبحت تنافس العديد من الماركات ومصنفة في مراتب متقدمة، وتسعى دائما لتقديم الجديد على غرار نوع من الشوكولاطة التي انتجت مؤخرا، غير أن المادة الأولية لا تزال تدفع بهم بالاستيراد رغم أن المنتوج كله وطني.
"بيوليلا" ماركة جزائرية بمواد أولية للجمال الآسيوي
كشف صاحب علامة "بيوليلا"، كريم بوربيع، صيدلي التكوين، أن السوق المحلية وبعد كورونا وغلق الكثير من الأسواق العالمية وعدم القدرة على إدخال البعض من أنواع مواد التجميل، سمح له بالتفكير في إنتاج مستخلصات محلية يمكن أن تعوض ما كان يتم إدخاله، وبنفس المكونات والمعايير على أساس علمي. وهو الأمر الذي سمح بإبراز ـ يقول ـ قدرات الكثير من الشباب في الابتكار وطرحه لمنتوجات "بيوليلا"، والتي ظهرت نتيجة الندرة في السوق الوطنية بعد وقف استيراد منتجات التجميل.
وقال المتحدث أن ما ينتجه ومنذ سنتين، خضع للكثير من التطوير يتماشى والسوق العالمية التي ترتكز على المنتوج الكوري، وهو ما تم الاستعانة به مؤخرا، ليضيف أن مواده تمكنت من خلق مكان لها وتعرف طلبات كثيرة، حيث أن هذه الشركة ذات الصناعة للمواد شبه الصيدلانية ترتكز في التحضير على معايير توازي المنتوج الأوروبي في الجودة.
وأشار في ذات السياق إلى أنه بعد غلق عملية التصدير، وجد المستهلك نفسه أمام خيار المنتوج الوطني، غير أن استعماله له كشف عن جودته ويتم طلبه حاليا وبأسعار أقل بكثير من السعر الأوروبي والآسيوي، كما كسب المستهلك الجزائري قناعة بمعادلة ما يتم إنتاجه وطنيا بباقي العلامات الأجنبية قائلا "توقيف الاستيراد منح لنا الفرصة التي دفعت بالمنتوج بالولادة وبعدها المنافسة".
وأوضح أن عملية الإنتاج ستحتاج إلى توسيع أكبر للمخبر بعد استصداره لمنتوجات جديدة، على غرار "واقي شمس" صنع بإضافات جزائرية باستعمال "زيت الشوك الهندي" الذي يتميز بفوائده الكثيرة للبشرة وكريمات الصباح والليل المصنعة من زبدة الشيا ومستخلص الجوجوبا، ليؤكد أن حماية الدولة للمنتوج الوطني سيسمح بتطوير شعبية مواد التجميل أكثر مستقبلا".
"صافيلي" تطمح لتصدير المنتوج نحو بلدان إفريقية مجاورة
تعتبر شركة "صافيلي" الوطنية من الشركات القديمة التواجد مقارنة مع المؤسسات الناشئة والمستحدثة مؤخرا، والتي كسبت إسما وطنيا هاما في السوق، حيث بلغت هذه الأخيرة رقم 48 منتج يسوق في الجزائر وخارجها، حيث لم يعد العمل مقتصرا على الإنتاج فقط ولكن امتد إلى تحسين النوعية بحليب البقر الصحي والمتكامل ووضع الجودة قبل النوعية والكمية.
وحسب الشاب "محمد سامي سفاري" مسير الشركة، فإن "صافيلي" المتخصصة في صناعة الأجبان ومشتقاته، تبذل المجهودات الكبيرة لتحسين سمعة المنتجات الجزائرية مقابل المنتوج الأجنبي بتخصيص 25 بالمائة من الإنتاج للتصدير، وتقديم تحضيرة جبنية خاصة للمستهلك الجزائري سيتم العمل على تطويرها، وهو ما دفعها إلى الابتكار والدراسة من أجل وضع منتوج في النهاية منافس لما هو موجود في الخارج، والاعتماد على بودرة الحليب الوطنية دون اللجوء إلى الخارج.
شركة لإنتاج علب البلاستيك تتوجه نحو أوروبا
شركة "سي.. أش.. بي بروداكت" التي تعمل على إنتاج علب البلاستيك ومضخة الصابون تصنع محليا بأيادي جزائرية ومواد أولية متوفرة، مكنت من تقليل الاستيراد والاعتماد على الإنتاج الوطني من خلال القدرة على إنتاج 10 ملايين وحدة في الشهر بديلا عن 18 مليون وحدة التي كانت تستقطب من الخارج، وتقليص الفاتورة، حيث كشف مؤسس الشركة، عصام شويطر، أن هذه الأخيرة ستعرف توسعة وفتح وحدة أخرى مستقبلا لرفع من معدل الإنتاج والاكتفاء الذاتية.
وأكد المتحدث أن شركته تتعامل مع كبرى الشركات على المستوى الوطني على غرار شركة "بريلاكس"، "ايقل"، وتسعى حاليا إلى الذهاب نحو جانب النوعية وتحسين العلب، لتكون راقية وتنافس المنتوج الدولي، موضحا أن التصدير انطلق من تونس، مالي وليبيا مع وجود فكرة عمل لولوج السوق الأوروبية مع سنة 2025، ولبوغ رقم 200 عامل بعد أن انطلق العمل بحوالي 15 شخصا فقط.
"ريجينا"... مرضى يبحثون عن غذاء دون غلوتين توفر في منتوج وطني
تعد شركة "ريجينا" المختصة في صناعة مواد وأغذية دون غلوتين إلى جانب الأغذية الموجهة للحمية، والتي تفتقد في مكوناتها للسكر المضاف، من المؤسسات الرائدة، خاصة وأن ما تقدمه هو نوع من الأطعمة التي لا يملك أصحابها خيارا سوى التوجه إليها ومكنت مريض السيلياك في الجزائر من الحصول على هذا المنتوج، بعد أن كان يعتمد على الأجنبي القادم عن طريق الاستيراد وبسعر مضاعف.
وذكر مؤسس الشركة، بوسيوعة أمين، أن صناعة المواد الغذايية للحمية ودون غلوتين هو نشاط شركة "ريجينا" التي أسست بغرض توفير أغذية دون غلوتين للمرضى والمصابين بالحساسية بنسبة من 60 إلى 70 بالمائة، قبل التوجه نحو إنتاج مواد دون سكر ومكملات غذائية وتطوير الإنتاج الذي يتماشى مع المعايير العالمية، والتوجه نحو إنتاج منتوجات تقليدية الصنع على غرار الثريدة، الكسكسي والفريك دون غلوتين وللحمية، مشيرا إلى أن الهدف هو عدم حرمان المرضى من الأكل وتغطية السوق الوطنية والابتعاد عن الاستيراد.
مجمع "الجودة"... أولى الشركات التي رفعت شعار تحدي الإنتاج الوطني
ويعد مجمع الجودة بقسنطينة، المختصة في الصناعة الغذائية، من أهم المؤسسات على المستوى الوطني، حيث كانت من بين الأوائل الذين رفعوا التحدي والتوجه نحو الإنتاج المحلي في زمن طغت عليه الصناعة الأجنبية والاستيراد.
هذا ويعود تاريخ تأسيس الشركة إلى سنوات التسعينات وتحديدا إلى سنة 1991، حيث اختصت في منتوجات تجمع بين اللحوم البيضاء والحمراء، على غرار، كشير اللحم والدجاج، سلامي، روتي إلى جانب المرتدال وشورمة، الباتي الحار والخاص بالجبن، حيث تعود المستهلك الجزائري عليها منذ سنوات التسعينات وأصبحت ترافقه على المائدة رغم ظهور شركات منافسة أخرى إلا أنه حافظ على مكانته.
وحسب ممثلي مجمع الجودة، فإن هذا الأخير يسعى إلى تطوير من المنتوج وضمان نوعيته وجودته في الوقت الحالي، كما يطمح إلى توسيع مشروعه وتحقيق الاكتفاء الذاتي داخل الوطن وضمان وصول المنتوج إلى أقصى نقطة في الولايات، ثم الوصول إلى التصدير خارج الوطن والمنافسة الدولية.