"أسئلة الطوفان وأجوبة الثورة".. جديد عثمان لحياني بـ "سيلا"

38serv

+ -

احتضنت منشورات دار نسمة بالجناح المركزي لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أول أمس، جلسة بيع بالإهداء لكتاب "أسئلة الطوفان وأجوبة الثورة، أكتوبر الفلسطيني في ميزان التجربة الجزائرية" للكاتب والإعلامي عثمان لحياني، يعود فيه إلى تقاطعات التجربة النضالية لطوفان الأقصى، والأجوبة المبكرة من متن الثورة الجزائرية.

قال عثمان في تصريح لـ"الخبر" إن فكرة الكتاب انطلقت مباشرة مع الفترة الأولى لطوفان الأقصى، عندما بدأت بعض الكتابات لكتاب سواء جزائريين أو عرب أو غربيين يتهمون المقاومة ويرددون سرديات تؤيد السردية الإسرائيلية والصهيونية وانخرطوا ضمن هذه السردية ورددوا نفس الأكاذيب التي تطرحها السردية الإسرائيلية، وأوضح لحياني أنه في نفس الفترة كان هناك من يطرح أسئلة التي يبدو جزء منها مشروعا وجزء منها مغرضا، "من بين هذه الأسئلة مثلا لماذا تقوم المقاومة بإطلاق فعل المقاومة والقيام بهذا الهجوم بينما هي تعلم بأن رد العدو الإسرائيلي سيكون عنيفا، لماذا تورط الشعب الفلسطيني بهذه المغامرة فالكلفة ستكون كبيرة من حيث الشهداء وكلنا نتوقع جميعا رد العدو الصهيوني"، مؤكدا أن مثل هذه الأسئلة لو بحثنا لها عن جذور في الثورة الجزائرية لوجدنا نفس الأسئلة، قائلا "أنا أردت أن أستنبط أجوبة عن هذه الأسئلة من تجربة الثورة الجزائرية، فمثلا من كان يمكن أن يصدق أن هؤلاء الـ22 بإمكانياتهم البسيطة وبضعف التنظيم أن يطلقوا فعلا ثوريا بتحرير بلد مثل الجزائر.

ما هي إمكانيات المقاومة للثورة الجزائرية في بداياتها مقارنة مع الاستعمار الفرنسي في تلك الفترة؟ كم ستكون تكلفة الشهداء من الجانب الجزائري مقابل ما تكبده الثورة الجزائرية للمستعمر؟ نفس هذه الأسئلة تطرح الآن مع فلسطين".

ويرى لحياني أن التجربة الجزائرية تقدم لنا أجوبة بأن مسألة الإمكانيات لا تطرح في الفعل الثوري، فعندما ندرس الفعل الثوري -حسبه- لا يجب أن نطرح فكرة الإمكانيات. المسألة الثانية هي مسألة الكلفة البشرية من الشهداء أو الضحايا، هؤلاء هم ثمن الحرية وثمن الاستقلال وتحقيق الهدف المنشود، وبالتالي مثل هذه الأسئلة، يقول عثمان لحياني "حاولت أن أجيب عنها من خلال الكتاب في محطات متعددة حتى فيما يتعلق بالمقارنة بين ما أحدثته الثورة الجزائرية من انقسام داخل المجتمع الفرنسي مقارنة مع ما أحدثه طوفان الأقصى من انقسام داخل المجتمع الإسرائيلي والغربي، كيف أمكن للثورة الجزائرية أن تغير المعنى الإعلامي والمفاهيم مقارنة مع ما أحدثه طوفان الأقصى".

وأضاف "بالتالي فقد حاولت أن أجد حتى ما يتعلق بشرعية الوصاية على الثورة، نحن نعلم جميعا أنه عشية الثورة كان هناك رفض من قبل المصاليين والوصاية على الفعل الثوري باعتبار أن الحركة المصالية كانت تعتبر نفسها هي الوصية على الحركة الوطنية، فنفس الشيء قد يطرح اليوم في الطوفان وحركة فتح باعتبارها الحركة الأم للتحرير الفلسطيني وتزعم بأنها الوصية على القضية الفلسطينية وبذلك يجب أن تكون هي من يتخذ القرار، إذن أحاول أن أقارن وأن أبحث عن جذور لهذه التجربة في التجربة الجزائرية".

وعن صعوبات المقاربة وإيجاد التقاطع بين الثورتين، صرح لحياني أن هناك ثلاث صعوبات أساسية وهي أن تقارن بين حدث مستمر وحدث انتهى، وأن تقارن بين حدث اكتمل من حيث النموذج الثوري وحدث لم يكتمل بعد، وتقارن بين حدث له سياق وظروف وفواعل مختلفة عن السياق الثوري الجزائري بكل المحصلات.

فيما ختم لحياني كلامه بالحديث عن النتائج التي أحدثها طوفان الأقصى وقال "هي نتائج كبيرة جدا لم يكن لتتحقق للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لو لم يكن الطوفان بغض النظر، هل ينتهي الطوفان لنهايات أساسية، لكن ما أحدثه على الأقل نسف السردية والرواية الصهيونية بالكامل والتي تزعم المظلومية، وأعادت طرح القضية الفلسطينية في المجتمع الدولي وبالتالي هذه النتائج لم يكن للشعب الفلسطيني أن يحققها لولا الطوفان". وقدم مثالا على ذلك وهو أن مجلس الأمن اجتمع من أكتوبر 2023 إلى غاية سبتمبر 2024 عشرين مرة ولم يجتمع على مدار عشرين سنة الماضية إلا ثماني مرات بمعنى أن القضية الفلسطينية عادت للواجهة ولصلب النقاش الدولي.