بادرت منشورات "النظر عبر المعرفة البريل" وكعادتها كل سنة مع طبعات صالون الجزائر الدولي للكتاب، بتخصيص حصة من كتب البراي وتوزيعها على المكفوفين، تحدّثت "الخبر" مع صاحب الدار الناشر عبد الرحمان أمالو، الذي أكد في تصريحه أنه يسعى منذ نشأة الدار منذ 2012 لتوفير هذه الكتب مجانا لهذه الفئة الخاصة من المجتمع، قصد تمكينها من النهل من مختلف العلوم والمعارف، وأكيد أن هذه الكتب موجّهة للذين يتقنون تقنية البراي.
وقال "قررنا منح هذه الكتب مجانا لغير المبصرين، لأن سعرها غالي ومكلّف، ولأن هذه الفئة في الجزائر أغلبهم من الفقراء و المحتاجين، ومنها حاولت الدار الاقتراب من محسنين للمساعدة، وبالتالي الوصول إلى طبع هذه الكتب وتوزيعها بالمجان"، مؤكدا أن كل سنة يخصص مجموعة من كتب البراي للمكفوفين ويقدّمها مجانا، سواء خلال صالون الكتاب أو في باقي أيام السنة. مؤكدا "هذا تقليد اعتادت الدار عليه منذ 11 سنة، كما وهبت الدار كتب البراي لمدارس المكفوفين لتمكين هذه الفئة من التعلم قائلا لم نقم أبدا ببيع كتاب لمكفوف".
وعن الكتب التي تفضلها هذه الفئة، صرح عبد الرحمان أمالو، بأنهم يفضلون كتب القصص الصغيرة. وحسب تجربته، فإن الكتاب الضخم يقلقهم وهدف هذه الكتب هي ملء فراغ غير المبصرين والكتاب يشغله بالقراءة، "وعلى مرور السنوات أنشأنا ناد للمكفوفين في عدة ولايات وقدمنا لهم مجموعات من الكتب". وعن الفئات التي تقصد الدار، أكد أن أغلب الذين يقصدون الدار يعرفون تقنية البراي والدار تمنح لهم دائما الكتب والأقراص الصوتية التي تجعلهم يرتاحون ويتعلمون بسهولة.
وبالمناسبة وجّه الكاتب نداء للناشرين الراغبين المشاركة في هذه المبادرة، مؤكدا أن المختصين في كتب البراي قليلون على المستوى الوطني، وحتى كتب البراي لا تتوفر في المكتبات إلا بعضها، منها الموجودة في المكتبة الوطنية ودور النشر أيضا لا تهتم بهذه الكتب، باستثناء ما تطبعه المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، كما وجّه تشكراته للدولة الجزائرية التي وفّرت القرآن الكريم بتقنية البراي والسماح للمكفوفين بقراءته بسهولة.
وعن الكتب التي وفرها في صالون الكتاب، أوضح آمالو أن الدار أحضرت حوالي 45 كتابا بتقنية البراي في مختلف التخصصات في التاريخ والسياحة، ولديها رصيد وثائقي للمكفوفين، وهذه السنة أحضرت كتاب القصة للأطفال بتقنية البراي وتوفّرها أيضا بتقنية ثلاثية الأبعاد "3D" وذلك للسماح للمكفوفين بتصوّر الحيوانات والناس.
وبالنسبة لسبعينية الثورة والاحتفال بها، خصصنا كتب حول اندلاع الثورة التحريرية أنجزناها بالعربية والفرنسية بتقنية البراي"، كما توفر الدار كتب للمبصرين بالعربية والفرنسية.