سيلا 2024: إقبال على الكتب الفلسطينية ونفاد رواية السنوار

+ -

في جولة لنا بأروقة صالون الكتاب في طبعته الـ 27، استوقفتنا ظاهرة إن صح تسميتها كذلك، وهي الإقبال الكبير لزوار الصالون على الكتب والروايات الفلسطينية وخاصة التي صدرت مؤخرا بعد "طوفان الأقصى"، لنكتشف بأن نسخ رواية "الشوك والقرنفل" لزعيم المقاومة الفلسطينية الشهيد يحي السنوار قد نفدت من كل دور النشر التي أحضرتها، وهو ما كشفت عنه ممثلة دار النشر"سمير منصور الفلسطينية" التي أكدت في تصريح لـ "الخبر"، أن كل نسخ رواية "الشوك والقرنفل" قد نفدت من معرض الجزائر الدولي للكتاب في اليوم الأول التظاهرة، وذكرت أنها علمت من بعض دور النشر العربية التي أحضرت الرواية بأنها عرفت إقبالا غير مسبوق ونفذت مباشرة بعد عرضها للجمهور في اليوم الأول لافتتاح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر.

وصرحت ممثلة الدار الفلسطينية، أن رواية الشهيد يحي السنوار "الشوك والقرنفل"، يعدّ الكتاب الفلسطيني الأكثر طلبا ومبيعا في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 27، وربما الكتاب العربي الأكثر طلبا أيضا. وقالت "هناك طلب غير عادي على الرواية التي نسجها السنوار وهو في السجن". وأوضحت المتحدثة أن الرواية حظيت بطلب كبير من قبل الجمهور الجزائري وكل الجنسيات التي تعيش في الجزائر ومنهم الصينيين. وأضافت بأن دار نشر مصرية أحضرت كمية من نسخ الرواية ونفذت في اليوم الأول من انطلاق معرض الكتاب. كما تصدرت كتب وروايات فلسطينية أخرى قائمة أفضل المبيعات في الصالون، منها كتاب "تاريخ غزة" لعارف العارف ورواية "مدينة الله" لحسام محمد شحادة ورواية "وعد الآخرة" لعائد الحلبي ونصوص "كم موتا يريدنا.. وصايا من الحرب الكونية على غزة" لمحمود عساف.

 

استشهاد السنوار يعيد "الشوك والقرنفل" للواجهة

 

تعتبر رواية "الشوك والقرنفل" للرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد يحيى السنوار والذي نشره عام 2004 وهو في أحد السجون الإسرائيلية، بمدينة بئر السبع، حسب ممثلة الدار الفلسطينية، من الكتب الفلسطينية التي صنعت الحدث في المعرض بعد تهافت الجمهور بقوة لاقتنائها، الأمر الذي أرجع الرواية للواجهة مرة أخرى وأصبحت "الشوك والقرنفل" من أكثر الروايات طلبا في العالم العربي بما في ذلك الجزائر بعد نفاذ نسخ الرواية في اليوم الأول لمعرض الكتاب.

هذا، وقد تصدّرت الرواية خلال الأيام التي سبقت افتتاح المعرض، اهتمامات الكثيرين من رواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا رغبة ملحة في الحصول على النسخة التي شغلت مؤخرا الرأي العام العالمي بعد الاستشهاد البطولي للسنوار.

واختار السنوار في عمله أن يروي معاناة وكفاح الفلسطينيين عن طريق بطل الرواية "أحمد"، وهو ابن عائلة من غزة تهجرت إبان نكبة 1948. وكتب الشهيد الرمز هذه الرواية في السجن وتم تهريب أوراقها مع المعتقلين المفرج عنهم على شكل فصول. وصدرت الرواية في سنة 2004، إلا أنها لم تصنع تلك الضجة التي صنعتها بعد استشهاد السنوار، ليحاول قراءها البحث عن تفاصيل حياة هذا البطل وتخليد ذاكرته في طيات صفحاتها. وكتب السنوار في مقدمة الرواية: "هذه ليست قصتي الشخصية وليست قصة شخص بعينه، رغم أن كل أحداثها حقيقية وتخص هذا الفلسطيني أو ذاك".

 

جمهور الصالون يطالب بنسخ أخرى للرواية

 

وقصد تحري طلب الجمهور لكتاب "الشوك والقرنفل" تحدثت "الخبر" مع بعض زوار المعرض ممن قصدوا الدار الفلسطينية بحثا عن الرواية، وأعربوا عن رغبتهم في الحصول على نسخة من رواية "الشوك والقرنفل"، حيث قالت نوال: "صحيح أن رواية السنوار صدرت في 2004، لكنها عادت للواجهة بعد استشهاد كاتبها، ونحن جميعا نريد أن نعرف شخصية السنوار ولو من خلال روايته، نريد اكتشاف هذا البطل الذي تحدى العدو واستشهد بطلا"، أما سلسبيل الطالبة بجامعة الجزائر فقالت: "اقتنيت مجموعة من الكتب التي تتناول القضية الفلسطينية، وأنا بصدد البحث عن رواية يحي السنوار، وأتمنى الحصول على نسخة لأحتفظ بها من شهيد المقاومة الفلسطينية، أما علي أستاذ، علم الاجتماع، فقال إن الحظ لم يسعفه للحضور لمعرض الكتاب في اليوم الأول ولما حضر في اليوم الثاني وسأل عن رواية السنوار سمع بأنها نفذت. وقال "أتمنى أن يحضروا نسخا أخرى منها .. رغبتي كبيرة في قراءتها على نسختها الورقية .. حكاية السنوار حدثت في الجزائر خلال الثورة والقضية الفلسطينية قضية الجزائر، جسدنا واحد ومعاناتنا نفسها.. أنا جد مهتم بأدب السجون وأدب المعاناة، والسنوار أحد رموز هذا الأدب وروايته تعني لي الكثير".

 

كتب فلسطينية أخرى تصدّرت المبيعات

 

استقطبت الإصدارات الفلسطينية، زوار معرض الكتاب هذه السنة بقوة، وتعاطفوا على ما يحدث في غزة على طريقتهم، من خلال اقتناء كتب وروايات فلسطينية، سواء الإصدارات القديمة أو الجديدة التي عرفت طلبا كبيرا، وهو ما وقفنا عليه في جناح دار "سمير منصور الفلسطينية" المتخصصة في الكتاب الفلسطيني، والتي وفّرت باقة من الكتب الفلسطينية، منها عناوين جديدة صدرت بعد "طوفان الأقصى". وأكدت ممثلة الدار أن هناك مجموعة من الكتب شدّت انتباه الجمهور، منها كتاب "تاريخ غزة" لعارف العارف، ورواية "مدينة الله" لحسام محمد شحادة ورواية "وعد الآخرة" لعائد الحلبي ونصوص "كم موتا يريدنا..وصايا من الحرب الكونية على غزة" لمحمود عساف، كتبه وهو في الحرب يصوّر فيه الحرب القومية على "غزة" وهو في طوفان الأقصى ونشره وهو في الحرب. وحسب ممثلة الدار الفلسطينية، فإن الكتاب يأتي في المرتبة الثانية في نسبة المبيعات بعد كتاب يحي السنوار و"تاريخ غزة" في المرتبة الثالثة. كذلك عرفت روايات غسان كنفاني طلبا كبيرا أيضا من زوار المعرض.