"دي زد مافيا" موضوع إنزال وزاري بمرسيليا

38serv

+ -

شكل التنظيم المسمى "دي زد مافيا"، المعروف في جنوب فرنسا، وتحديدا مرسيليا وضواحيها، موضوع زيارة خاصة لوزيري الداخلية، برونو روتايو، والعدل، ديدييه ميغو، أمس واليوم، إلى المحافظة الفرنسية المطلة على حوض المتوسط، لدراسة مسألة احتواء انتشاره، بعدما أشارت التقارير الإعلامية والأمنية إلى أنه "تغوّل" وصار مسؤولا عن جرائم قتل بلغ عددها 49 جريمة، العام الماضي، وأصبح مسيطرا على جل تجارة المخدرات في المنطقة، وفق تقديرات غير رسمية.

ويعتزم عضوا الحكومة، وفق ما تداولته تقارير صحفية محلية، إقرار حزمة من التدابير الأمنية والقضائية، لمنع "المكسيكية" في فرنسا، وهو مصطلح استخدمه روتايو، في إشارة إلى تزايد العنف المتصل بتجارة المخدرات، وجرائم قتل وقعت مؤخرا في مدينتي رين وبواتييه، وقبلها في عدة نواح في مرسيليا، ومعظم فاعليها أو ضحاياها فرنسيون من أصول جزائرية ومغاربية بصفة عامة.

وفي هذا الخصوص، اقترح النائب البرلماني، مانويل بومبارد، من كتلة اليسار، "شرعنة القنب" في فرنسا، في تصريح له، أمس الجمعة، لـ"سي نيوز". وعلّق بومبارد بانتقاد واضح، قائلا: "ما يؤسفني هو أننا ما زلنا نتبع نفس المنطق ونفس الطريقة التي لم تُحقق أي نتائج".

وأضاف النائب البرلماني أن "ما سيعلنه روتايو يتبع النهج ذاته الذي انتهجه وزير الداخلية السابق، جيرالد دارمانان، في الحكومة السابقة، مما يشير إلى استمرار السياسة القائمة دون تحقيق نتائج ملموسة"، على حد تعبيره. وقال بومبارد: "أنا أدعو إلى تغيير المنطق القائم. أولا، إنهاء سياسة الحظر وأدعو أيضا إلى توجيه موارد الشرطة والعدالة نحو الشرطة القضائية وأعمال التحقيق".

وسبق أن تناولت "الخبر" مواصفات هذا التنظيم الذي شكل صداعا للسلطات المركزية، فضلا عن المحلية في فرنسا، وصار يؤرق المحققين في قضايا الإجرام وترويج المخدرات في المدينة الساحلية الجنوبية، مرسيليا، خصوصا بعد بث فيديو يتناول هذا التكتل الإجرامي.

وبالنسبة لمسمى التنظيم، فإن "دي زاد" ترمز إلى الجزائر في الفضاء الافتراضي، و"مافيا" غنية عن التعريف في القاموس الشعبي والرسمي. وبخصوص تركيبته، فإنه يضم فرنسيين من أصول جزائرية، يسيطر حاليا على 60 بالمائة من نشاط ترويج مختلف أنواع المخدرات في المدينة، حسب فحوى تحقيق أمني نشرته يومية "لابروفونس" منذ عدة أسابيع.

وحسب هذا التقرير الذي نقلت محتواه "الخبر" في تقرير سابق، فإن التنظيم مسؤول عما لا يقل عن 49 جريمة قتل سنة 2023، وأغلب هذه الجرائم عبارة عن تصفية حسابات مع تنظيمات أخرى، أبرزها تنظيم "يودا" وتنظيم "السود" الذي سطع نجمه مؤخرا في المدينة.

وتقول تقارير أمنية أخرى إن هذا "الكارتل" تأسس على يد مهدي عبد اللطيف لعريبي سنة 2010، وعكف المعني على تحويله مع مرور الوقت إلى منظمة مهيكلة، على شاكلة تنظيمات الكوكايين في أمريكا اللاتينية.

وأدين عبد اللطيف لعريبي، البالغ من العمر 33 سنة، غيابيا بعشر سنوات سجنا عام 2017، لضلوعه في مقتل 3 أشخاص ينتمون إلى التنظيم المنافس "يودا"، وهو حاليا في حالة فرار في الخارج، ومع ذلك يواصل تسيير "دي زاد مافيا" عن بعد. وتفرّع التنظيم نحو عدة مدن، وفق ما ذكرت قناة "TF1" في تحقيق لها حول الموضوع، منذ أزيد من شهر، إذ قالت إن تنظيم "دي زاد مافيا" تمكن من فتح فروع له في عدة مدن فرنسية، على غرار مونبولييه، سات، تولوز، أفينيون، رين، وحتى العاصمة البلجيكية، بروكسل.

وكشف التحقيق الصحفي عن أن رقم أعمال "دي زاد مافيا" في مدينة مرسيليا وحدها، هو 40 ألف أورو يوميا. وحسب نيكولا بيسون، وكيل الجمهورية بمدينة مرسيليا، فإن كارتل "دي زاد مافيا" حسم الحرب لصالحه، بسيطرته على أغلب نقاط البيع في مختلف أحياء مرسيليا، وفق ما نقلت "الخبر"، عن تصريحات المسؤول القضائي يومها.