38serv

+ -

قال رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، إنهم في الحركة يتطلعون إلى أن تكون الحكومة القادمة هي "الحكومة الأقدر على التكفل بهموم المواطنين واحتياجات الوطن وتنفيذ التزامات رئيس الجمهورية أثناء الحملة الانتخابية".

واوضح بن قرينة خلال كلمة افتتاحية خلال "مؤتمر على نهج الشهداء والمؤسسين"، اليوم بمقر الحزب في العاصمة، "بما أننا لسنا في أزمة لنتحدث عن حكومة أزمة ولسنا كذلك في رفاه لنكرر تجارب المبتدئين أمام التحديات والمخاطر المحدقة بالبلاد، ولذلك لابد من وعي اللحظة الراهنة والتعامل معها بحكومة تتناسب مع مقتضيات الوقت".

وتابع المسؤول الحزبي "ذلك ما نتوافق فيه تماما مع السيد رئيس الجمهورية"، لأن معيار الرجال والإطارات، في نظر السياسي "يكون على أسس حزبية فقط وولائية وجهوية وإنما على أساس الكفاءة والتفاني والتخصص واحترام القانون والقدرة على التعامل مع التحولات والمستجدات برؤية متزنة".

وفي سياق ذي صلة، ثمن بن قرينة العفو الرئاسي الذي أقره رئيس الجمهورية في سبعينية الثورة التحريرية قائلا "نبارك إطلاق سراح عدد من المسجونين والموقوفين ونتمنى توسيعه وأن تحقق هذه المبادرات صلابة ومتانة في الجبهة الداخلية".

وواصل السياسي "إننا في حركة البناء الوطني سنظل نعمل من أجل ترسيخ الديمقراطية ودعم الحريات لبناء مؤسسات تمثيلية قادرة على تأطير النخبة وقيادة المجتمع بشكل يتحمل فيه المسؤولية الجميع ويتقاسمون الأعباء ولا ينتظر فقط تقاسم السلطة". كما قال المرشح الرئاسي السابق، "إننا دخلنا في مرحلة التجديد الحقيقية في المشروع الوطني التي تتطلب منا التكفل بالملفات الوطنية الهامة".

وفي مقدمة هذه الملفات، يقول المسؤول الحزبي، رفع القدرة الشرائية، التي "تعمل الدولة بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية على رفعها، عبر رفع قيمة الدينار والتخفيف من العبء الاجتماعي ودعم مواد ذات الاستهلاك الواسع والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في المواد الاساسية لأمننا الغذائي ورفع نسبة النمو والتحكم في التضخم"، وفق بن قرينة.

وعلى الصعيد الدولي، علق بن قرينة على مخرجات الانتخابات الأمريكية التي أعادت الرئيس السابق دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية، قائلا إن "كنا نحترم إرادة الشعب الأمريكي فيها، إلا أننا نرى للمرة الثانية سقوط المرأة في الانتخابات الأمريكية ومنع وصولها إلى رئاسة أمريكا رغم عراقة الديمقراطية لديهم".

وبعودة ترامب، دعا بن قرينة الإدارة الأمريكية إلى أن "تقرأ مصالح أمريكا في منطقتنا بشكل جيد، فليست مصلحتها مع نتنياهو في اعتدائه على الشعب الفلسطيني كما ليست مصلحة أمريكا، يضيف المتحدث، في "دعم الاستعمار المخزني للصحراء الغربية المنتهك للشرعية الدولية ولحق الإنسان الصحراوي في تقرير مصيره" وبشأن العلاقات الفرنسية الجزائرية، ندد بن قرينة بتصرفات الحكومة الفرنسية التي تدوس على الشرعية الدولية والأوروبية على حد سواء، مشيرا إلى التحالف المخزني الصهيوني والتحالف الفرنسي المغربي الذي يريد أن يركع الجزائر ويخدم على الدوام الأجندات الاستعمارية في إفريقيا التي قاومتها الجزائر وما تزال تقاومها، يضيف المتحدث.

وأوضح السياسي أن الجزائريين "لا يحملون حقدا ولا كراهية للشعب الفرنسي ولكن عداءهم إلى اللوبيات الاستعمارية التي لا زالت تصنع وتؤثر في مواقف الحكومة الفرنسية"، مشير إلى أن هذا الأمر "يفهمه العقلاء في فرنسا ولكن لوبيات الاستعمار القديم تلاميذ أغبياء يكررون الأخطاء تلو الأخطاء".

وبالنسبة للقضية الفلسطينية، ذكر المتحدث، أن القضية الفلسطينية تخوض حربا تحررية حاسمة، نتألم فيها لكل شهيد يسقط ومهجر يعاني، ولكننا ننظر إليها أيضا بأنها بداية التحولات الاستراتيجية التي جرفت بطوفانها ركام المكائد من ساحة الأمة والمنطقة، فأوقفت مسلسل التطبيع وأزالت التفرقة المذهبية ووحدت ساحات المقاومة في خندق واحد وأربكت حسابات الاستعمار الجديدوقوى الاستكبار العالمي وأيقظت الشعوب وهتكت خيوط بيت العنكبوت الصهيونية وهزت اقتصاده وجيشه وبنوكه وخربت مستوطناته.

وفي قضية الصحراء الغربية، قال بن قرينة، إنها "ليست بالملف البسيط أو الهامشي في المنطقة بل هو قضية شعب يتحرر واستعمار يتكرر"، مشير إلى أن "الجزائر كانت واضحة في هذا الأمر حين رفضت الموقف الإسباني واعتبرته محاولة جديدة لشرعنة الاستعمار، تحت رعاية ومظلة أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان في المؤسسات الدولية".