رمز من رموز الدعوة يوارى الثرى بوهران

+ -

وُوري الثرى، اليوم، عقب صلاة الجمعة، جثمان الشيخ الداعية نعيم رحالي، أحد أعمدة الدعوة والإسلام الوسطي في وهران والجزائر عامة.

 جثمان الفقيد تم تشييعه بمقبرة منطقة بلقايد، بعد أداء صلاة الجنازة في مسجد زين العابدين بوسط مدينة وهران، بحضور جموع كبيرة من المصلين والمشيعين، الذين تنقلوا من مختلف ولايات الوطن لأداء واجب العزاء.

 فقد عاشت وهران أجواء حزينة إثر وفاة قامة كبيرة، ورمز من رموز الدعوة، المرحوم الشيخ رحالي نعيم، الملقب "بالنبلسي الجزائري"، نتيجة خطابه الهادئ والمعتدل، المشبع بالحجج والبراهين النصية والعلمية، طيلة مشواره الدعوي، الذي دام عشرات السنين، قضاها ما بين التربية والتعليم والإمامة على مستوى مختلف مساجد الجمهورية.

 ومنذ انتشار خبر وفاة الشيخ رحالي، عن عمر يناهز 85 سنة، في ليلة يوم مبارك، (الجمعة)، عمد رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التفاعل مع هذا النبأ الأليم، من خلال نشر مناقب المرحوم وفضائله، ومشواره في حقل الدعوة، فضلا عن برقيات التعازي الصادرة من كل شرائح وفئات المجتمع.

 وقد كانت مسيرة الشيخ رحالي مثخنة بالأحداث والمواقف، وذلك منذ طفولته التي فقد فيها والده وهو لا يزال في عمر الخمس سنوات، ليتنقل إلى ولاية تلمسان ومن بعدها إلى المغرب، وبالتحديد إلى مدينة فاس، حيث درس العلم على يد مشايخ معروفين، على غرار الشيح الزناتي، والشيخ بن عبود عبد الله، ليعود إلى أرض الوطن سنة 1955، ويلتحق بجيش التحرير الوطني ويشارك في الثورة المباركة.

 وبعد الاستقلال، اشتغل الشيخ رحالي كمعلم لغة عربية، وبعدها أستاذا في الطور الثانوي بولاية تلمسان، ثم اشتغل بالإمامة والخطابة على مستوى مساجد ولاية عين تموشنت، ليساهم بعدها في بناء مسجد زين العابدين بحي "سان بيار"، وسط مدينة وهران سنة 1983، والذي ظل بين محرابه ومنبره يمارس الدعوة والإمامة إلى أن وافته المنية.

 وقد لازم الشيخ علماء كبارا، على غرار الشيخ طيب المهاجي، وذلك على مدار ثلاث سنوات، كما التقى بالشيخ البشير الإبراهيمي وأخذ عنه العلم.

 للإشارة، فإن الشيخ رحالي كان وراء إنشاء العديد من روضات التعليم التحضيري، بالإضافة إلى امتلاكه لمدرسة خاصة تشمل الأطوار التعليمية الثلاثة، تسمى مدرسة "اقرأ".