ينطلق، استحقاق الرئاسة الأمريكية رقم 60 في تاريخ البلاد، اليوم، حيث يحتدم التنافس على حوالي 150 مليون صوت، بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
وفيما انطلقت العملية السياسية قبل 45 يوما عن موعدها في بعض الولايات، لتفادي ازدحام محتمل على مكاتب الاقتراع في 05 نوفمبر، تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية تسجيل نسبة تصويت مرتفعة، لكن يوجد إجماع محلي على صعوبة التنبؤ بحجم الإقبال على الانتخابات، لأن عوامل كثيرة تتغيّر مع اقتراب الموعد المنتظر.
وتجري انتخابات الرئاسة الأمريكية في ظروف وضمن أحداث داخلية وخارجية مطروحة بحدّة، اشتغل عليها المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس بقوة خلال الحملة، طمعا في استمالة أصوات الناخبين كل لصالحه.
ويشكل الاقتصاد إحدى القضايا المحلية التي تثير قلق الأمريكيين، خصوصا التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة. وعلى الرغم من انخفاض معدلات البطالة، يبقى القلق قائما بشأن استقرار الوظائف وارتفاع تكلفة المعيشة.
وما تزال القضايا الاجتماعية، مثل حقوق المرأة والحق في الإنجاب، مطروحة، بالرغم من الأشواط الهامة التي قطعها الأمريكيون والسبق الذي يفصلهم عن كثير من مناطق العالم، في مجال الحقوق والحريات.
ويحتل التغيّر المناخي وانعكاساته، وقساوة الطبيعة التي باتت تشكل رعبا لسكان ولايات عديدة، مكانة هامة في النقاش العام بالبلاد، زيادة على المسائل المرتبطة بالعدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع الأمريكي، وتزايد معدلات الفقر. وتعدّ هذه القضية بالذات عاملا فاصلا في اختبار مدى قدرة الرئيس المقبل للولايات المتحدة، على تجاوز المشكلات المرتبطة بالقدرة الشرائية.
وتبرز الرعاية الصحية وحقوق التصويت والهجرة في الانتخابات كأحد أهم محدّدات السياسة الداخلية، وتثير حاليا انقسامات سياسية حادّة وتصعيدا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ما جعل الحوار السياسي أكثر صعوبة. ويشعر العديد من الناخبين بالإحباط من الاستقطاب الحاد، وعدم القدرة على تحقيق توافق بين الطرفين.
كما أن الانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت في 2020، وما ارتبط بها من شبهة التلاعب بالأصوات، تلقي بظلالها على الدورة الانتخابية الجديدة، وعلى مصداقية كل الأعمال المتصلة بإدارة العملية السياسية، وعلى نزاهة الأشخاص المنخرطين فيها، خصوصا من جانب الجمهوريين الذين لم يهضموا هزيمة مرشحهم ترامب. وأمام هذا الوضع، تظهر استطلاعات الرأي أن بعض الولايات تميل أكثر لأحد الحزبين، ما يزيد من حدّة التنافس في الولايات المتأرجحة.
أما دوليا، تأخذ الحرب في أوكرانيا وتوترات الشرق الأوسط حيّزا في انتخابات 2024. وإن كانت الرهانات الداخلية تحدث انقساما بين الحزبين المتعاقبين تاريخيا على السلطة، فإن الانسجام ثابت بينهما فيما يخص تقديم الدعم لأوكرانيا وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، وتأييد الحكومة الصهيونية في تل أبيب وإسنادها في عدوانها على الشعب الفلسطيني، كما لا يوجد أي فرق بين المرشحين حيال العداء الأمريكي لإيران ولـ"محور المقاومة" في المنطقة.
ولأهمية الانتخابات الأمريكية في التوازنات السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية، تنشر "الخبر" عملا موثَقا يتيح للقارئ إبحارا عميقا في تاريخ العمليات السياسية الأمريكية، وصناعها والمؤثرين فيها. كما يقدم "بروفايلات" الرؤساء الأمريكيين الذين تعاقبوا على الهيئة الحاكمة، ودور المجموعات القوية والمؤثرة في المجتمع والنظام المؤسساتي، زيادة على شرح مفصَل لـ"التعديلات الـ27" التي أدخلت على الدستور الأمريكي، كعلامة بارزة في الممارسة السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية.