كشف المؤرخ حاج يخلف عبد القادر، أول أمس، في ملتقى وطني بمتحف المجاهد في وهران بأن "العربي بن مهيدي فجر أول شرارة وبحوزته مسدس 7,65 ملم مزود برصاصتين أثناء أول عملية حرق مستودع الفلين بغابة أحفير بتلمسان عوض الهجوم على حراس غابة الميزاب، حسب كتاب محمد لمقامي أحد قيادي وزارة التسليح والاتصالات العامة".
وركز في محاضرته حول " الانطلاقة الأولى في الريف التلمساني لغاية أكتوبر 1955" على مشكلة انعدام الأسلحة خلال الأيام الأولى تحت إشراف العربي بن مهيدي ونائبه عبد الحفيظ بوصوف من الثورة مستدلا بشهادات المجاهد محمد لمقامي الصادر سنة 2004 و شهادة محمد بوضياف " لم يكن بحوزتهما إلا 10 قطع من السلاح في حالة مهترئة و بن مهيدي كان بحوزته مسدس قديم 7,65 معبأ برصاصتين."
كما أشار المؤرخ إلى شهادة أخرى لمحمد لمقامي ابن منطقة بني سنوس" كان هناك فوج أول برئاسة بن مهيدي و فوج ثان برئاسة بوصوف." انعدام الأسلحة يفسر اتخاذ العمليات الأولى طابعا تخريبيا، حسب المحاضر و أضاف قائلا" مشكلة الأسلحة استمرت لغاية قدوم سفينة " دينا" برئاسة محمد إبراهيم بوخروبة الذي أخذ فيما بعد الاسم الثوري هواري بومدين، السفينة كانت محملة بـ 21 طنا من الأسلحة اخذت منطقة الريف المغربي الثلث و استفادت الناحية الخامسة من 14 طنا منها 403 بندقية و أسلحة أخرى، لتنتشر الثورة كالنار في الهشيم وتتوالى المعارك في كل مناطق الناحية، كما تدعمت المنطقة بالأسلحة من نوع رشاشات 49 والمجاهدين بعد هروب 12 عسكريا جزائريا من ثكنة عسكرية بمصنع الزرابي نهاية 1955 بتخطيط من علي بودغن العقيد لطفي و عبد الله نيقرو."
وتطرق للعديد من المعارك وتوقف عند معركة "حجرة القط" بمنطقة الرمشي في 3 أكتوبر 1956 بقيادة سي مبروك " لأول مرة تم الاستيلاء على جهاز راديو لتكون أول شرارة لحرب الأمواج والتنصت على العدو وكلف بوصوف أحد المناضلين المعروف بشنقريحة البسكري لشراء 50 جهاز راديو من مدينة برشلونة الاسبانية وإدخالها إلى المغرب للشروع في استحداث سلاح الإشارة."
وتضمن الملتقى عدة محاضرات من بينها محاضرة قندوز عبد القادر من جامعة تيارت حول " دور عبد الحفيظ بوصوف في التحضير لاندلاع الثورة في الناحية الخامسة التي تمتد حدودها إلى منطقة تنس و الونشريس شرقا و مرسى بن مهيدي غربا و جبال عمور جنوبا وهي أكبر الولايات مساحة و لجوء بوصوف للمنطقة الغربية بعد الحكم عليه 15 سنة سجنا غيابيا بسبب نشاطه السياسي في حركة انتصار الحريات الديمقراطية و حزب الشعب الجزائري و المنظمة الخاصة."
كما تطرقت المؤرخة صورية حسام للانطلاقة الأولى بمنطقة عين تموشنت و التحضير لتفجير الثورة ببرمجة عمليات ضد المجمع الكهربائي و جسر تارقة و حرق مزارع المعمرين و تحضير 57 قنبلة تقليدية بمساعدة الشهيد أحمد زبانة و اخفائها بقرية المساعيد بالمالح، لكن فرنسا اكتشفت الورشة.
وتناول المؤرخ محمد بليل النشاط الثوري في المنطقة الرابعة للولاية الخامسة بمنطقة الظهرة بمستغانم. ونظمت إدارة المتحف على هامش الملتقى مسابقة ولائية للأطوار الثلاثة احتفالا بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة و تم تسليم جوائز للفائزين بأحسن مسرحية و أنشودة و رسم و بحث تاريخي من مختلف المدارس.