+ -

 اختتمت أمس الجولة الثانية من مفاوضات جنيف للحل السياسي دون أن يتمكن فرقاء النزاع السوري المسلح من التوصل لأرضية التوافق المنشود للشروع في مناقشة آليات إنهاء النزاع، فلا وفد حكومة دمشق تخلى عن مطالبته بمنح الأولوية لمكافحة الإرهاب ولا الائتلاف تنازل عن مطلبه بضرورة البدء في الحديث عن نقل السلطة وتشكيل هيئة سياسية لتسيير المرحلة الانتقالية.وكان الوسيط الأممي تقدم في ختام آخر اجتماع بين الطرفين باعتذاره للشعب السوري لعدم التمكن من إحراز أي تقدم في الحل السياسي وإنهاء معاناة المدنيين، مشيرا إلى استمرار المساعي الدبلوماسية من خلال جولة ثالثة للمفاوضات دون تحديد تاريخ معين لانطلاقها، وفي السياق دعا الإبراهيمي كلا من حكومة دمشق والمعارضة السورية إلى إعادة النظر في الأولويات، مؤكدا أن على طرفي النزاع أن يتفقا على أن الأولوية القصوى والأولى هي إنهاء الاقتتال من أجل مصلحة الشعب السوري. في المقابل، استمر وفد الحكومة السورية والائتلاف المعارض في تبادل الاتهامات حول المسؤول عن فشل المفاوضات، واعتبر بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة وعضو الوفد المفاوض أن “تعنت” وفد الائتلاف وإصراره على وضع مسألة الهيئة الانتقالية على رأس جدول الأعمال كان السبب المباشر في عدم تحقيق أي نتائج إيجابية، مشيرا إلى أن رفض الائتلاف مناقشة قضية محاربة الإرهاب تكشف حقيقة “تواطؤ المعارضة مع الإرهابيين”، وأضاف أن “من يرفض مكافحة الإرهاب يعني أنه جزء من الإرهاب”. وفي الجانب الآخر، ذهب لؤي الصافي المتحدث باسم وفد الائتلاف المعارض إلى التأكيد على أن مناورات وفد دمشق أفشلت المفاوضات، مستشهدا بتصريح الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي قال إن “وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض ورفض بند هيئة الحكم الانتقالية”. وقالت مصادر من الائتلاف إن قيادة هذا الأخير تعتزم التقرب من روسيا قبيل انطلاق الجولة الثالثة من مفاوضات الحل السياسي من أجل محاولة تقريب وجهات النظر وتقديم الضمانات اللازمة للحصول على الدعم الروسي، أو على أقل تقدير تجنب استعمال حق النقض الروسي في مجلس الأمن، باعتبار أن الائتلاف بات يفكر جديا في نقل ملف الأزمة السورية إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن في حال إقرار فشل مفاوضات جنيف، وفقا لما صرح به الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في حديث له مع ممثلين عن الائتلاف في القاهرة وفي اتصال هاتفي مع الأخضر الإبراهيمي.وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر قالت إنها رفيعة المستوى وقريبة من الائتلاف المعارض أن المملكة العربية تعتزم إرسال معدات عسكرية نوعية إلى الجماعات المسلحة المعارضة في الأراضي السورية، مؤكدة أن الأمر يتعلق بصواريخ مضادة للطائرات والدبابات، وهو العتاد الذي طالما طالب به الجيش الحر من أجل ترجيح كفة النزاع المصلح لصالحه، وأضافت الجريدة على لسان ذات المصدر أن الشحنة الأولى التي لم يتم تحديدها ولا تاريخ دخولها إلى الأراضي السورية، سيتم نقلها عبر الحدود التركية السورية شمالا والأردنية جنوبا، في إشارة إلى سعي داعمي الائتلاف المعارض إلى تقويته عسكريا في أرض المعركة من أجل منحه ثقلا أكبر في المفاوضات السياسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: