38serv

+ -

في مثل هذا اليوم، وقبل أربعة وثلاثين عامًا، انطلقت "الخبر" لتكون منبرًا إعلاميًا يساهم في تشكيل الوعي العام، ويعكس صوت الشعب، فقد وُلدت الجريدة في ظروف سياسية واجتماعية خاصة، طبعت المرحلة الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر، على كل المستويات ومناحي الحياة.. ومثلما انطلقت أول رصاصة إعلانا لميلاد ثورة تحرير مجيدة، ذات نوفمبر 1954، بروح بيان نوفمبر، كان بيان ميلاد "الخبر"، بشعار "الصدق والمصداقية، وروح التحدي، والإستماع لصوت الشارع الجزائري، وتقديم معلومة دقيقة وموضوعية للقراء، وهم رأسمال "الجريدة" الحقيقي، وليس أبدا تلك الأرقام.

إن تزامن تأسيس "الخبر" في ذات الفاتح من نوفمبر 1990 مع ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، التي أظهرت قوة الإرادة الوطنية وعزيمة الشعب الجزائري في تحقيق حريته، كان بمثابة رسالة تنضح باستمرار تلك الروح النضالية ومعبّرة عن آمال وطموحات الشعب، ومؤكدة على حقه في المعلومة وحرية التعبير، ولم يكن هذا التاريخ الرمزي مجرد قرار تأسيسي، بل كان تجسيدًا لرغبة عميقة في إحياء قيم النضال والمقاومة التي سطرها مفجرو ثورة 54 المجيدة من جيل العزيمة والتحدي.

منذ تأسيسها عام 1990، وضعت جريدة "الخبر" أسسًا قوية في الممارسة الإعلامية، معتمدة على مبادئ المهنية والمصداقية، إذ شهدت الجريدة مسيرة حافلة بالإنجازات والتحديات، حيث تمكنت من فرض نفسها كأحد أبرز الصحف محليا، إقليميا ودوليا، فتغطيتها للأحداث المحلية والدولية كانت شاملة، مع التركيز على القضايا التي تهم المجتمع الجزائري، مما أسهم في بناء ثقة قوية مع قرائها.

في عالم الإعلام المتزامن مع عهد التطور الرقمي، لا تقتصر التحديات على الظروف المحيطة فقط، بل تتطلب أيضًا التكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة، مما جعل جريدة "الخبر" ومنذ دخول مواقع التواصل الاجتماعي، كلاعب جديد في حرب المعلومة، تعمل على مجاراة هذا، بالعمل على التحول التدريجي، من الاعتماد حصرا على النسخة الورقية إلى الفضاء الرقمي، بإدراك وإيمان راسخين، أن المستقبل يكمن في القدرة على الوصول إلى جمهور أوسع عبر الإنترنت، مع العلم أن هذا التحول لم يكن سهلاً وتطلّب جهودًا كبيرة وابتكارات مستمرة.

ونحن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة، يسعدنا أن نعلن عن إطلاق قناة تلفزيونية على الواب، وهي خطوة جديدة تهدف إلى تقديم محتوى متنوع يعكس قضايا المجتمع واهتمامات قراء ومتابعي "الخبر" حتى تصبح هذه القناة منصة إضافية لتعزيز تواصلنا معهم، لنضمن لهم تغطية مثالية للأحداث وتحليلات عميقة تعكس مستوى تطلعاتهم.

وعلاوة على ذلك، نحن بصدد التحضير لإطلاق منصة رقمية جديدة بمواصفات عالمية وتقنيات متطورة في الأسابيع القليلة المقبلة. ستركز هذه المنصة على توفير تجربة مستخدم استثنائية، مع محتوى متنوع يشمل الأخبار، التحليلات والبرامج التفاعلية، هذا التطور يمثل جزءًا من التزامنا المستمر بالابتكار، ونتطلع من خلاله إلى مواكبة المعايير العالمية في عالم الإعلام.

وجب علينا اليوم التذكير أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا تضحيات العديد من الأفراد الذين ساهموا في بناء هذه المؤسسة، إننا نتذكر بكل فخر واعتزاز الشهيد عمر أورتيلان، الذي قدّم حياته في سبيل الحقيقة والعدالة، إن تضحياته وتضحيات جميع المؤسسين والصحفيين والعاملين في جريدة "الخبر" كانت بمثابة الدافع لنا، نحن الجيل الثاني، لمواصلة النضال من أجل الحق والقضايا العادلة، وها نحن اليوم نجدد التزامنا بالحفاظ على نبل الرسالة التي بدأها هؤلاء الشهداء وسنظل نعمل بجد لتحقيق مبادئها وقيمها السامية.

ومع ذلك، ندرك أن الطريق لم يكن سهلا، فقد واجهت "الخبر" صعوبات عديدة على مر السنين، جعلتها تحيا من رمادها لتعود أكثر قوة بعد تجاوز هذه العقبات، وكان هذا بفضل رؤية واضحة وفريق عمل متميّز ومخلص، يسعى دائمًا إلى تحسين جودة المحتوى وتقديم الأفضل للقراء.

اليوم، ومع مرور 34 عامًا على تأسيسها، نتطلع إلى المستقبل بشغف، ونجدّد التزامنا بالصدق والمصداقية في تقديم الأخبار، وسنستمر في تعزيز موقعنا كأحد أبرز المصادر الإخبارية في الجزائر، حيث الإنجازات التي حققناها ليست سوى بداية وتحديات المستقبل تعدّ فرصًا للنمو والتطور لا يجب أن نمر بجانبها.

في الختام، نودّ أن نعبّر عن امتناننا لكل من ساهم في نجاح جريدة "الخبر" على مر السنين، مؤكدين أن مسيرتنا لا تقتصر على الإنجازات فحسب، بل هي رحلة مستمرة نحو تحقيق المزيد من التقدم والتطور، كما نشكر قراءنا على دعمهم المستمر ونجدد التزامنا معهم أننا نتطلع إلى مستقبل واعد يحمل المزيد من الإنجازات والتحديات التي سنواجهها بالحماس والإبداع اللازمين.