نظمت، اليوم الأربعاء، مفتشية أقسام الجمارك لولايتي عنابة وقالمة بالتنسيق مع جامعة 08 ماي 1945 بقالمة، ندوة تاريخية احتفائية بالذكرة الـ 70 لاندلاع ثورة التحرير المظفرة، حضرها إطارات وضباط وأعوان تابعين للمفتشية، بالإضافة إلى مجاهدين ومسؤولين وطلبة من جامعة 08 ماي 1945 بقالمة. ونشطت خلال الندوة التاريخية محاضرة مستفيضة، قدمتها الدكتورة كوثر هاشمي من جامعة قالمة، تناولت من خلالها موضوع " اندلاع ثورة أول نوفمبر يهزّ عرش الغدارة الكولونيالية الفرنسية في الجزائر". وتعرضت الأستاذة المحاضرة إلى صور الاستعداد والانتفاضه خلال مطلع شهر نوفمبر من العام 1945 وما وليه من أيام الثورة التحريرية المظفرة، كما سلطت الضوء على صور الاحتلال البغيض وما اقترفه في حق الجزائريين، الذين نظموا صفوف ثورة الخلاص التي كللت بنجاح باهر، بإسقاط أعتى قوى الحلف الأطلسي فرنسا. وقد شرحت الأستاذة في مداخلتها سبل الخلاص النابعة من التخطيط للثورة والتنظيم لصفوفها والتنفيذ، انطلاقا من ليلة الفاتح نوفمبر من منطقة الأوراس لتزحف على كامل ربوع القطر الجزائري المفدّى. وعرفت الندوة تدخلا للمجاهد بوتيرة بشهادات حية عن الثورة التحريرية المجيدة وعن ليلة الصفر، استمع إليها الحضور في خشوع وإذعان وهم يسجلون سرد المجاهد الفذ بوتيرة، الذي أدلى بشهادات حية عما اقترف في حق الجزائريين وما اقترف في حق الجزائر. وكان من بين شهادات المجاهد بوتيرة ما تعرضت له الراية الوطنية الجزائرية التي أدخلت الرعب في وجه فرنسا وأيضا النازية الألمانية، ناقلا صورة من داخل سجون ألمانيا حين" أكد مساجين جزائريين ، ان ألمانيا النازية كبلت الراية الوطنية بالسلاسل ورشقتها بالرصاص "، كما تحدث عن أماكن المجازر بقالمة خلال 08 ماي ، مفيدا أنه على 07 كيلومترات كما قال " كنا نشم روائح حرق جثث الضحايا الجزائريين " ، ليخلص إلى توجيه رسالة للشباب الجزائري لمسايرة التطورات والابتكارات الحاصلة اليوم في العالم ، والغوص في عالم الابتكار وبناء الجزائر التي حررها الثوار من قوافل الشهداء والمجاهدين الأحرار في هذا البلد. واختتمت الندوة بتكريمات لمجاهدين ومحاضرين وإطارات جامعية وإذاعة قالمة الجهوية.