تفاجأت السلطات الفرنسية في مدينة فيين، باستبدال أسماء شوارع رئيسية في دائرة بوانتييه، بأسماء رموز حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، معلنة أنها أخطرت الادعاء العام، على أساس "الإشادة بالإرهاب".
واعتبر السلوك في نظر أنصار المقاومة والحق الفلسطيني، تطورا لافتا في أشكال التضامن مع المقاومة في غزة، التي تتعرض، منذ سنة، إلى إبادة جماعية وتطهير عرقي من قبل الصهاينة.
وذكرت بلدية فيين في بيان لها على منصة "إكس"، أول أمس، أنها أبلغت الادعاء العام بإعادة تسمية شوارع رئيسية في بواتييه بأسماء من "قادة حركة حماس الإرهابية"، وأبرزهم المؤسس الشيخ أحمد ياسين، ومؤسس حركة "فتح" ياسر عرفات وغيرهما، متهمة تنظيم حركة الشباب الشيوعي في فرنسا، المعروف اختصارا باسم "أم.جي.سي.أف.86"، بالإشادة بالإرهاب، على خلفية العملية التي أطلق عليها بـ"شوارع المقاومة".
من جانبه، نفى التنظيم الشيوعي صلته بالوقائع، وقال في منشور على حسابه بمنصة "إنستغرام، إنه "لم يعلم بالأحداث إلى حين تبليغهم من قبل الادعاء العام بخصوص صورة اللافتات المستبدلة"، التي شاركوها في وقت سابق على حسابهم عبر خدمة "ستوري".
وأفاد التنظيم بأنه لا يتقاسم المشروع السياسي لـ"حماس"، مرجحا أن استبدال أسماء اللافتات بأسماء رموز حركة المقاومة الإسلامية، جاء بمناسبة المظاهرات المبرمج تنظيمها، السبت، المطالبة بإطلاق سراح المناضل اللبناني الشيوعي جورج إبراهيم عبد الله، اليوم، المسجون في فرنسا منذ أزيد من أربعين عاما، بتهمة "التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين إسرائيليين وأمريكيين".
ويعتبر جورج عبد الله، الذي ينتمي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أقدم السجناء السياسيين في السجون الغربية، وفي عام 1985 تعهدت فرنسا بإطلاق سراحه، مقابل الإفراج عن دبلوماسي فرنسي، مخطوف يومها في لبنان.
وذهب التنظيم الشيوعي النشط إلى أبعد من ذلك بقوله: "يجب ألا تجعل الحرب مع حماس وسياسة الإبادة التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية في غزة، استعمار الأراضي الفلسطينية وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية ومطالب قبل 7 أكتوبر غير مرئية".
وختم نفس التنظيم: "عندما تحدث فظائع من الجانبين، يتعين الوقوف إلى جانب الضحايا وليس إلى جانب حكومة تمارس الإبادة الجماعية بطريقة عمياء"، مذكرين بأن المنظمة تدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين على حدود 1967.