ظاهرة شتم حراس المرمى.. "مصورون" يدخلون على الخط

+ -

كان لمهندس الصوت في التلفزيون العمومي، المكلف بتغطية مباراة مولودية الجزائر وأولمبيك أقبو، سهرة أمس، عمل مضاعف بسبب اضطراره في كل مرة لتخفيض الصوت لتفادي وصول الشتائم، التي كانت تتردد في جنبات ملعب 5 جويلية، في كل مرة كان حارس أقبو، حاتم بن شيخ لفقون، يعيد الكرة إلى الميدان، إلى المشاهدين.

ودفع الحارس المتألق لأولمبيك أقبو، ثمن تألقه أمام مهاجمي العميد وإحباطه للعشرات من المحاولات الهجومية لرفقاء دولور، بأن تعرض للشتم من الجمهور الحاضر (هناك من برر ذلك بلجوئه إلى تضييع الوقت) على امتداد أطوار المباراة.

 والأسوأ أن الشتم طاله حتى بعد نهاية المباراة من عدد من المحسوبين على المصورين من حاملي الصدريات، الذين انتشروا خلف شباكه في سلوك مشين وجب إدانته، مع ضرورة تدخل محافظ المباراة مستقبلا لتشديد الإجراءات الخاصة باعتماد مصورين (وهم في الحقيقة جلهم لا يحمل حتى آلة التصوير ويحملون هواتف نقالة)، في ثوب مناصرين صاروا يقدمون في كل مرة صورة سيئة عن رجال هذه المهنة الشريفة، سواء في حال التعثر، كما حدث أمس، أو الفوز (الاحتفال بالأهداف مع اللاعبين والأنصار).

وكان لافتا ما حدث بعد صافرة النهاية، عندما رد واشتكى حارس أولمبيك أقبو من سلوك هؤلاء "المصورين"، فتم تصويره وتأويل ذلك عبر بعض المواقع والصفحات، بأنه قام بالرد على أنصار مولودية الجزائر، وهو ما لم يحدث إطلاقا.

وظاهرة السبّ والشّتم في الملاعب الجزائرية هي ظاهرة دخيلة على الملاعب الجزائرية، لكنها انتشرت واستفحلت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبدعوى التأثير على معنويات حارس الفريق المنافس، صارت آلاف الحناجر لمشجعي كرة القدم الجزائرية في مختلف الملاعب لا تتورع كل مرة في توجيه شتى أنواع الألفاظ النابية البعيدة كل البعد عن قيم الدين الاسلامي وأعراف وتقاليد المجتمع الجزائري، فتشتم في نفس الوقت أمهات لا ذنب لهن سوى أنهن أنجبن أبناء يمارسون رياضة كرة القدم.

ولم تُجد دعوات المسؤولين ولا حتى الأئمة في الحد من هذه الظاهرة المشينة، بل الأمر في تزايد، كما حدث في مباراة المولودية وأقبو بعد أن دخل محسوبون على الإعلام على الخط.