أول نوفمبر.. ضيوف شرف واحتفالات واستعراض عسكري

38serv

+ -

تحتضن الواجهة البحرية الرئيسية بالمحمدية، بالعاصمة الجزائر، الاحتفالات الوطنية الرسمية المخلدة للذكرى 70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة.

هي مناسبة ستشهد حضور رؤساء دول وحكومات وضيوف شرف من دول شقيقة وصديقة، ارتأت الجزائر دعوتهم رسميا لمشاركة الشعب الجزائري احتفالا بهذه المناسبة الغالية على كل جزائرية وجزائري.

ومن المرتقب أن تتخلل الاحتفالية عروض عسكرية ضخمة مشابهة لتلك التي شهدتها المنطقة خلال احتفالية ستينية عيد الاستقلال التي جرت قبل عامين وتمت بشكل باهر تجسيدا لشعار رابطة "جيش – أمة".

وبإعلان وزارة المجاهدين وذوي لحقوق لشكل وشعار الشارة الرسمية الخاصة باحتفالات سبعينية الثورة يكون قد بدأ العد التنازلي للانطلاق في فعاليات الذكرى التاريخية التي حملت شعار "نوفمبر المجيد ..وفاء وتجديد".

ومع اقتراب موعد الفاتح نوفمبر، تعكف السلطات المدنية والعسكرية على تحضير المسارات وتأمين مسالك الطرقات التي تحتضن الضيوف والزوار والمواطنين لمتابعة استعراضات مختلف القوات والأسلحة التابعة للجيش الوطني الشعبي والأسلاك التابعة له.

وبحسب مقاطع فيديو لهواة ومواطنين من مناطق الجنوب والهضاب العليا، فإن مختلف القوات كانت قد أجرت تدريبات وتحضيرات لهذا الحفل الكبير، حيث ينتظر أن تشارك مختلف القطع العسكرية البحرية والبرية والجوية في الاستعراض.

ومن المنتظر أن تقوم السلطات الأمنية والإدارية لولاية الجزائر بغلق الطريق الاجتنابي الشمالي الطريق الوطني رقم 11 في الاتجاهين، على مستوى نقطة التقاء الطريقين الاجتنابيين الجنوبي والشمالي الرابط بين جسر كوسيدار ببلدية الدار البيضاء إلى غاية الحامة ببلدية بلوزداد على مسافة 16 كلم، وكذا بسد حركة المرور نحو كل المنافذ المؤدية له، وذلك بالموازاة مع التعديلات التي طرأت على برامج الرحلات الجوية المدنية التي أعلنتها الخطوط الجوية الجزائرية هذه الأيام إلى غاية ليلة الفاتح من نوفمبر .

العرض العسكري عاد إلى الجمهور قبل عامين بعد انقطاع دام 33 سنة كاملة، حيث كانت الجزائر قد شهدت آخر استعراض عسكري في الفاتح نوفمبر 1989 بمناسبة ذكرى الثورة المجيدة.

وعلى مدار سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات، حرصت القيادة السياسية والعسكرية آنذاك، من خلال الاستعراضات، على نقل تجربة حرب التحرير الوطنية الكبرى إلى صغار الضباط والجنود من مجاهدين من خارج الجيش، ولم يكن هذا جزء من فكرة اعتبار الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، بل فكرة عميقة لدى الرئيس الراحل هواري بومدين وقيادة الجيش الوطني الشعبي لنقل الروح الوطنية التي عاشها مجاهدون في خمسينات القرن العشرين لشباب ولد أثناء أو بعد الثورة" حسب مراجع تاريخية.

غير أن إلغاء هذا الاستعراض نهاية الثمانينات، تزامن مع دخول الجزائر العشرية السوداء التي عرفت مواجهة مفتوحة بين المؤسسة العسكرية وبين الجماعات الإرهابية، بحيث لم يكن ممكنا تنظيم استعراض أمام الجمهور بسبب التهديدات الأمنية العالية آنذاك.

وتجري التحضيرات منذ فترة لهذا النشاط الاستعراضي، الذي تميز بأداء باهر في آخر نسخة له صائفة 2022 والذي تم بدقة واحترافية عالية واتسم بالتنسيق المحكم بين مختلف أنواع الأسلحة والعتاد والتشكيلات العسكرية في تكوين الأشكال الجوية والبحرية والبرية الاستعراضية.

ومن المرتقب أن يشرف الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وكافة المسؤولين الحكوميين وضيوف الجزائر على الحدث الذي سيضم مربعات مدنية وعسكرية والفرق الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري بمشاركة مربعات ترمز للمجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية، إضافة إلى مربعات المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للحماية المدنية.

ووجهت دعوات رسمية إلى رؤساء دول صديقة وشقيقة، أبرزهم رؤساء دول مغاربية، كالرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي وشخصيات عربية وإسلامية وأجنبية.

وستتخلل الاحتفالات برامج سطّرتها وزارة الدفاع الوطني التي ستحيي الذكرى بأنشطة داخلية وأخرى موجهة للجمهور، بينما أعلنت وزارة الثقافة عن تنظيم ملتقيات حول السينما والذاكرة وأدب المقاومة وعروض فنية وأوبيرالية ومعرض للفن التشكيلي.

وفي سياق التحضيرات، كشفت وزارة المجاهدين، أمس، عن الشارة الرسمية للاحتفال التي كانت موضوع مسابقة وطنية شارك فيها 111 شاب قدّموا تصوراتهم حول هذه الذكرى المجيدة، وهي الشارة التي تحمل دلالات تتعلق بشتى التحديات الأمنية التي تواجه البلاد وتتضمن رموزا للترسانة العسكرية التي تدعمت بها الجزائر لتحصين الأمن الوطني وحماية الوحدة الترابية والمجالين الجوي والبحري.