الرضاعة الطبيعية أفضل قاهر لسرطان الثدي

+ -

لعل من أكثر التجارب القاسية التي يمكن أن تتعرض لها المرأة هي إصابتها بسرطان الثدي، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض الخطير، وكلما طالت فترة الرضاعة الطبيعية، زاد التأثير الوقائي، إلا أن العديد من السيدات، اليوم، أصبحن يرفضن الاعتماد على هذه الطريقة التقليدية في إرضاع أبنائهن. 

تعتبر الرضاعة الطبيعية من أكثر الطرق الطبيعية والمفيدة لتغذية المولود الجديد، فهي توفر العناصر الغذائية الأساسية والحماية المناعية للطفل، وتوفر أيضا العديد من الفوائد الصحية للأم، منها تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.

وتعمل الرضاعة الطبيعية كحارس واق لصحة المرأة وحمايتها من الكثير من الأمراض، سواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو على المدى البعيد، ومن أهمها أنها تكون حماية ضد سرطان الثدي.

 

"هكذا تحمي الرضاعة الطبيعية من سرطان الثدي"

 

وفي الموضوع، كشفت المختصة في جراحة وأمراض الثدي، الدكتورة شنوف ياسمين، في حديثها مع "الخبر"، أن دور الرضاعة الطبيعية لا يقتصر على تغذية الرضيع وتعزيز صحته فحسب، بل قد يكون للرضاعة الطبيعية دور هام في الوقاية من سرطان الثدي.

وأضافت أن العديد من الدراسات البحثية أظهرت أن الأم التي ترضع طفلها ستة أشهر أو أكثر تكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة تقارب 4 بالمائة، وذلك لأن الرضاعة الطبيعية تقوم بتقليل نسبة الهرمونات خاصة الأستروجين في جسم المرأة، الذي بدوره يقلل من آثار تنشيط الخلايا السرطانية في غدة الثدي، مع العلم أنه تم ربط المستويات العالية من هرمون الأستروجين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. وبالتالي يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية في منع نمو الخلايا السرطانية في أنسجة الثدي.

وللرضاعة الطبيعية، تواصل الدكتورة، العديد من الآليات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وينبغي على جميع الأمهات المثابرة عليها قدر المستطاع.

ومن أجل التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، نصحت الطبيبة السيدات باتباع نمط حياة صحي، بداية بالتخلص من الوزن الزائد والحرص على ممارسة الرياضة باستمرار، الامتناع عن التدخين خاصة وأن التبغ يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض. كما أن استنشاق دخان السجائر قد يزيد من الخطر، الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، التغذية المتوازنة، سيما وأن اتباع نمط غذاء صحي يساهم في الوقاية من عديد الأمراض كالسكري، أمراض القلب ..الخ.

كما دعت المتحدثة إلى الحد من العلاج الهرموني عند انقطاع الطمث، باعتبار أن العلاج المركب الإستروجين والبروجستين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث يمكن السيطرة على الأعراض باستخدام علاجات وأدوية غير هرمونية. وإذا تقرر أن فوائد العلاج بالهرمونات على المدى القصير تفوق مخاطره، فينبغي استخدام أقل جرعة تفيد في العلاج. والحرص على الاستمرار في زيارة الطبيب للمتابعة طوال مدة العلاج بالهرمونات.

وفي السياق ذاته، أكدت المختصة في أمراض الثدي أن التشخيص المبكر يبقى أحسن وسيلة للوقاية من الحالات المتقدمة من السرطان، "وكل ما كان التشخيص مبكرا كل ما كانت نسبة التعافي أكبر".

 

"تغير معالم الجسد يشكل آلاما نفسية للمرأة"

 

أما من الجانب النفسي، فيؤكد أستاذ علم النفس بجامعة الوادي، الدكتور بوبكر منصور، في تصريح لـ "الخبر"، أن صورة الجسد تعد أحد أهم المفاهيم النفسية التي لها علاقة بالمعاش النفسي للمرأة، أو بمعنى آخر لها علاقة بالصحة النفسية للمرأة، ذلك أن صورة الجسد في بعديها الصحي والجمالي تعد أحد أهم المرتكزات لشعور المرأة بالسعادة والراحة والطمأنينة، ومتكأ الإحساس بالفخر والتباهي.

وأضاف أن مشكلة سرطان الثدي وما يخلفه من معاناة وألم الاستئصال، يعد أحد منابع الألم النفسي للمرأة، نتيجة الإحساس بأن أنوثتها قد خدشت بقوة، وأنها لم تعد تملك أحد أهم عناصر الجمال الذي تتباهى به أو عنصر الإحساس بالأمومة التي  تعتز وتفخر بكونها أم مرضعة.

وتابع الدكتور قائلا: "من هذا المنطلق فالمرأة هنا هي بأمس الحاجة إلى رعاية نفسية مختصة من قبل أخصائي نفسي عيادي، وهي بحاجة أكبر إلى مساندة نفسية من قبل الزوج بالدرجة الأولى، ثم من طرف أفراد أسرتها".

 

كلمات دلالية: