"في السعودية الجماهير لا تشتم الأمهات.. "

+ -

يتحدث المدرب الجزائري نورالدين زكري، في حواره لـ"الخبر"، عن المغامرة الجديدة التي سيخوضها في البطولة السعودية مع نادي الخلود الصاعد الجديد لبطولة "روشن"، كما يكشف سبب ابتعاده عن تدريب شباب بلوزداد قبل قدوم الفرنسي كورونتين مارتينز، فاتحا النار على رئيس الشباب رابحي الذي، حسبه، لم يتصرف معه باحترافية.

 

في البداية.. أهنئك على مغامرتك الجديدة التي ستخوضها في البطولة السعودية مع نادي الخلود، كيف جرت الاتصالات مع مسؤولي النادي؟

الحمد لله هذا فضل من الله، فهذه تجربتي الخامسة في البطولة السعودية وأنا المدرب العربي الوحيد الذي درب خمسة أندية في بطولة "روشن" السعودية.

أما عن الاتصالات، فأنا كثير التنقل إلى السعودية، حيث قمت مؤخرا بمناسك العمرة وأثناء تواجدي هناك تلقيت اتصالا من مسؤولي نادي الخلود وتفاوضنا واتفقنا على خوض تجربة جديدة في البطولة السعودية بعدما عرضت ما يمكن تقديمه واطلعت على ما هو متوفر في النادي.

 

كما هي مدة العقد وما هي الأهداف التي سطرتها مع النادي؟

أبرمت العقد مع إدارة الخلود لموسم واحد واتفقنا على أن يكون هدفنا هو ضمان البقاء في حظيرة الكبار، لأن الفريق حديث الصعود إلى بطولة "روشن" وسأسعى لتحقيق نتائج تكون في مستوى تطلعات مسؤولي الفريق وجماهيره.

 

وماذا عن الطاقم الفني الذي سيرافقك في هذه التجربة الجديدة؟

اخترت الطاقم الفني الذي يرافقني والذي يعمل معي منذ قرابة 20 سنة ولن أغيره.

 

اسم نور الدين زكري صار يتردد في السنوات الأخيرة وتم الاستنجاد بك في السعودية في العديد من المرات.. ما السر في ذلك؟

لا يوجد أي سر، فالسعوديون يحبونني لأنني تركت أثرا طيبا طيلة مسيرتي هناك والجماهير متعلقة بي أينما حللت.. وبفضل من الله وبفضل العمل الذي أقوم به نلت الاحترام والمحبة وكذا الثقة في السعودية، وهو ما شجعني هذا الموسم على خوض تجربة جديدة أتمنى أن تكون ناجحة وأحقق فيها الأهداف التي سطرتها مع إدارة الخلود. فأنا مدرب أهوى التحديات واستطعت في التجارب السابقة إخراج الأندية التي دربتها من الوضعيات الصعبة وإنقاذها من السقوط، مثلما حدث الموسم المنصرم مع نادي الأخدود.

 

قبل التحاقك بالعارضة الفنية لنادي الخلود، كانت لديك اتصالات مع فريق شباب بلوزداد.. لماذا توقفت؟

كانت لدي رغبة قوية في العودة إلى البطولة الجزائرية من بوابة فريق شباب بلوزداد، بعدما اتصل بي رئيس النادي وعرض علي فكرة تدريب الفريق، خلفا للمدرب البرازيلي باكيتا، لكنه لم يتصرف معي باحترافية وأخلف وعده في ثلاث مناسبات، حيث اتصل بي وأبلغني أنه سيتنقل إلى باتنة من أجل التفاوض معي، لكنني قلت له إن والدي مريض وأفضل تأجيل الموعد إلى غاية قدومي إلى العاصمة. وبينما جئت إلى العاصمة حددنا موعدا، لأتفاجأ بإعلان إدارة شباب بلوزداد اتفاقها مع كورنتين مارتينز.

 

وكيف استقبلت الخبر؟

صراحة تفاجأت بتلك الخرجة غير المتوقعة، خاصة أنني حضرت لعرض مشروعي الرياضي على مسيري شباب بلوزداد، لكن أدركت حينها أنني تعاملت مع أشخاص لا علاقة لهم بتسيير كرة القدم، بدليل المشاكل التي يتخبط فيها شباب بلوزداد وهذا حال ليس مسيري النادي البلوزدادي فحسب وإنما حال أغلبية مسيري الأندية الجزائرية للأسف الشديد.

 

هل يفضل المسيرون في الأندية الجزائرية المدرب الأجنبي على المحلي برأيك؟

بطبيعة الحال، والمشكل الأكبر أن المدربين الأجانب الكبار يرفضون خوض تجارب في البطولة الجزائرية، لأن الصورة التسويقية تكاد تكون غائبة، ناهيك عن الراتب الكبير الذي يتلقاه المدرب الأجنبي الكفء في الخارج على غرار نوادي السعودية والخليج. ودعني أقول إن المشكل أعمق بكثير، فنحن الجزائريين صرنا لا نحب بعضنا البعض ونحارب الناجح.

 

كيف ذلك؟

أعطيك مثالا بسيطا، لو قمت بوضع تغريدة على حسابي في موقع "إكس" ستجد كل التعليقات من الجماهير السعودية إيجابية، أما تعليقات الجزائريين فستجد 90 بالمائة منها سلبية، وهي حقيقة مرة أعيشها ولهذه الأسباب أفكر غالبا في العمل خارج الوطن.

 

ما الفرق بين البطولة السعودية والجزائرية؟

إلى جانب فارق الإمكانيات وتوفر الأندية السعودية على إمكانيات ضخمة فإن جماهير النوادي السعودية لا تشتم الأمهات في الملاعب، عكس ما يحدث في ملاعبنا للأسف الشديد.

 

البطولة السعودية مازالت قبلة للاعبين الجزائريين وحتى الدوليين، حيث ستكون لك فرصة لملاقاتهم في بطولة "روشن"، أليس كذلك؟

سبق لي أن انتدبت لاعبين جزائريين خلال مروري في البطولة السعودية وواجهت البعض الآخر في السنوات الأخيرة، هناك سياسة جلب النجوم التي انتهجتها السعودية لتسويق بطولتها وتحسين مستواها وحتى لاعبونا الدوليون حاضرون هناك، مثلما هو الحال بالنسبة لحسام عوار ورياض محرز.

 

رياض محرز يتعرض لانتقادات شرسة بسبب تراجع مستواه، ما تعليقك؟

رياض محرز يبقى نجما كبيرا ولاعبا مهاريا حتى وإن تراجع مستواه. يجب قبل كل شيء معرفة سبب هذا التراجع الذي في اعتقادي يعود إلى مدربه الذي لا يحقق الإجماع ولا يقوم بدوره من أجل دفع لاعبيه نحو الأمام، فهناك انتقادات وجهت إلى المدرب وهناك مطالب بتغييره. المشكل ليس في محرز وإنما في الأهلي الذي لا يملك إمكانيات كبيرة مقارنة بالاتحاد والنصر اللذين يملكان مدربين كبيرين ويقومان بتعاقدات في المستوى. لهذا أعتقد أن رياض محرز قادر على استعادة مستواه والعودة بقوة مع أهلي جدة مستقبلا.