38serv

+ -

حظيت رئيسة جمهورية الهند، دروبادي مورمو، اليوم، باستقبال مميز من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة. وتجري مورمو زيارة رسمية إلى بلادنا لأربعة أيام تفضي إلى ترجمة إرادة البلدين في توطيد العلاقات وتوقيع اتفاقيات اقتصادية هامة تمس قطاعات استراتيجية، لمنفعة الشعبين.

تشكل زيارة الدولة التي تقودها الرئيسة الهندية فرصة لتعميق التعاون المثمر في العديد من المجالات الحيوية، ومنها قطاع البنى التحتية والصناعات الثقيلة والصناعة الميكانيكية والمحروقات والكهرباء والمناجم والسكك الحديدية، بالإضافة إلى الصناعة الصيدلانية والنسيج والفلاحة وقطاع البتروكيمياء وإنتاج الأسمدة وتحويل الفوسفات والحديد، إلى جانب مجال تحلية مياه البحر وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.

وتسعى القيادة الهندية، من خلال هذه الزيارة، للاستفادة من المشاريع الهيكلية الكبرى والبرامج التي أطلقتها الجزائر منذ اعتلاء الرئيس تبون رئاسة البلاد قبل 4 سنوات، والتي ستتواصل بوتيرة متسارعة مستقبلا بهدف تحقيق نسب النمو المرجوة.

وللهند إمكانيات كبيرة في تطوير الكثير من المجالات التي تراهن عليها الجزائر، خاصة في الجانب التكنولوجي والفضائي وقطاع الأدوية واستغلال المكامن الطبيعية، كما تبحث نيودلهي عن فرص طموحة تتوافق مع طموحات الجزائر لتعزيز اقتصادها باعتلاء قمة هرم الاقتصادات الإفريقية في المستقبل القريب، من خلال تحقيق ناتج محلي يناهز 400 مليار دولار في آفاق 2027. وهي الفترة التي تريد الهند، خلالها، الصعود إلى ثالث أكبر اقتصاد في العالم، في ظل مواصلة اقتصادها تحقيق نمو بنسبة 7 بالمائة للعام الثالث على التوالي.

ويراهن البلدان، من خلال الزيارة، على إحداث تقارب براغماتي وطي فترة الجمود التي طبعت العلاقات في الفترة الأخيرة.

كما تكتسي زيارة الدولة، التي تشرع فيها دروبادي مورمو، أهمية بالغة بالنظر للزخم التاريخي الذي ساهم في توطيد العلاقات وفي تطابق وجهات النظر في ظل وجود إرادة مشتركة في بعث ديناميكية جديدة للتعاون الاقتصادي.

تتقاسم الجزائر ونيودلهي، بحسب التصريحات الرسمية، وجهات النظر حول العديد من المسائل الدولية، على غرار مكافحة الإرهاب والتطرف والعمل سويا من أجل استتباب الأمن والاستقرار في العالم.

وتولي الهند أهمية كبيرة لتعميق التعاون مع الجزائر، في إطار نظرة متجددة تقودها دروبادي مورمو التي انتخبت رئيسة للبلاد سنة 2022، وهي تتوافق مع توجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من خلال العمل على تنويع الشراكة الاستراتيجية عبر العالم.

وتبرز أهمية الزيارة أيضا في كونها الأولى من نوعها لمسؤول هندي رفيع المستوى إلى الجزائر منذ سنوات، حيث سبقتها زيارة نائب الرئيس الهندي السابق، محمد حميد أنصاري، إلى الجزائر سنة 2016، تلتها زيارة وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية شري مورليداران سنة 2021.

ويمكن للعاصمتين تنشيط العلاقات الدبلوماسية القوية التي ربطت البلدين لعقود - تأسست جويلية سنة 1962 - ويجمع البلدين تاريخ نضالي مشترك في الكفاح ضد الاستعمار، كما أنهما من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين الجزائر والهند في مجالات مختلفة، وتم تعزيز وتعميق آليات الحوار والتشاور، لاسيما بعد تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة بين البلدين سنة 2020.

وبعد فترة فتور تزامنت مع طي الجزائر صفحة الانضمام الى تكتل بريكس، تلقى الرئيس عبد المجيد تبون رسالة تهنئة من رئيس وزراء جمهورية الهند، ناريندرا مودي، بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة ثانية، أكد فيها على صلابة علاقات الصداقة التقليدية بين البلدين أساسها "الثقة المتبادلة والإرادة الصادقة وتشارك وجهات النظر في مسائل إقليمية ودولية".

وحملت الرسالة رغبة وحرص نيودلهي على أن بلاده "تولي أهمية كبيرة لتوسيع وتعميق التعاون مع الجزائر بما يخدم المنفعة المشتركة للشعبين".

بالموازاة مع ذلك، سارعت سفيرة الهند الجديدة بالجزائر، سواتي فيجاي كولكارني، التي سلمت أوراق اعتمادها إلى رئيس الجمهورية قبل أيام، إلى تأكيد عزم بلادها على "العمل بقوة مع الجزائر في مختلف المجالات".