+ -

"فلسطين حرة"، "لن نستريح ولن نتوقف"، "أوقفوا الاستثمارات الداعمة لإسرائيل واكشفوا عنها".. هي شعارات دوت في أكبر الجامعات الأمريكية والغربية وفي عواصم مؤيدة للكيان الصهيوني بعد أشهر قليلة من طوفان الأقصى في انتفاضة طلابية عارمة احتجاجا على ما يفعله الكيان الصهيوني في حربه المتواصلة على قطاع غزة واستنكارا للمواقف الأمريكية التي بدت متماهية مع الرواية الصهيونية.

اكتسحت ساحات الجامعات الأمريكية انتفاضات طلابية تندد بالحرب الصهيونية على غزة وتنادي بعدة مطالب، منها وقف إطلاق النار ووقف التعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية صهيونية وسحب الجامعات استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بالعدو.

بدأت المظاهرات في 17 أفريل في جامعة كولومبيا لتمتد إلى نحو 44 جامعة وكلية أمريكية، حيث نظم تحالف طلابي يضم أكثر من 120 منظمة طلابية وأعضاء هيئة التدريس اعتصاما ونصبوا خياما على أرض الجامعة.

ولم يكن التضامن مع غزة فحسب هو ما أجج حركة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية، بل كان اعتقال الطلبة في جامعة كولومبيا ومعاقبتهم بعد استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، شرطة نيويورك لفض الاعتصامات، بمثابة تيار الهواء الذي غذى ضرام المظاهرات ودفع الكيانات الطلابية للانخراط فيها. ومن أهم مطالب هذه الاحتجاجات سحب الاستثمارات ووقف التعاون مع الشركات الإسرائيلية، خصوصا العاملة في مجالات التسليح، في جامعتي ييل وكورنيل المرموقتين، وفي جامعة كولومبيا دعا الطلاب لبيع أسهم الجامعة في الصناديق والشركات التي يقول الناشطون إنها تستفيد من غزو العدو الصهيوني لغزة، مثل غوغل وإيربنب، حسب تقرير لنيويورك تايمز.

واتسعت رقعة الاحتجاجات الطلابية المنددة بالحرب على غزة والتي تنظمها منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" التي يغلب عليها الطلاب ذوو الأصول العربية والإسلامية ومنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي يغلب عليها الطلاب اليهود، لتشمل عدة جامعات أوروبية وعربية أسوة بالحراك الطلابي المتصاعد في الولايات المتحدة، منددين بالتأييد الذي تلقاه الكيان من دول عدة، حيث تظاهر مئات الطلاب في جامعة تورنتو الكندية وفي الدنمارك ومدينة أوبسالا بالسويد منددين بالحرب الصهيونية على قطاع غزة. كما شهدت العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الفرنسية وجامعة مانشستر البريطانية مظاهرات شاركت فيها أطياف سياسية متعددة، تضامنا مع الفلسطينيين.

وفي اليمن وتونس وماليزيا تظاهر طلاب الجامعات تضامنا مع الشعب الفلسطيني وأشادوا بالحركات الطلابية المناصرة للقضية في الجامعات الأوروبية والأمريكية.

وأمام الحملة الهائلة على الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في مختلف الجامعات الأمريكية، أعرب خبراء أمميون مستقلون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع وقالوا "من غير المبرر وصف جميع المظاهرات السلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني أو دعوات وقف إطلاق النار في غزة أو انتقاد سياسات إسرائيل بأنها معادية للسامية"، ودعوا الحكومة الأمريكية وإدارات الجامعات إلى دعم الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي والحق في الدفاع عن الحقوق، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان وخلق بيئة آمنة ومواتية، حيث يمكن للجميع التعبير عن آرائهم بحرية بشأن المسائل ذات المصلحة العامة.

ويعتبر تاريخ الحراك الطلابي شاهدا على قدرة الشباب على التأثير والتغيير، وتتجلى أهمية هذا الحراك في إبراز الوعي العالمي بالإبادة الممنهجة التي يتعرض لها قطاع غزة، كما يعكس التأكيد على الحاجة إلى حل سياسي دائم لإنهاء سياسات الأبارتايد والفصل العنصري والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المستمرة منذ النكبة وحتى يومنا هذا.

 

كلمات دلالية: