اعترفت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، اليوم، ضمنيا بأنها ظلمت نادي اتحاد الجزائر، بقرار لجنة المسابقات التابعة لها، في قضية نصف نهائي كأس الكاف للطبعة الماضية.
فبعد مرور نحو ستة أشهر عن ذلك الموعد الذي حاول فيه نادي نهضة بركان المغربي تمرير رسائل سياسية من خلال حمل خريطة وهمية يبرز فيها "نادي فوزي لقجع" اغتصاب أراضي جمهورية الصحراء الغربية، وتمسك اتحاد الجزائر و"الفاف" بالموقف الرافض لقبول دوس لجنة المسابقات على القانون الأساسي للكاف الذي يمنع الأندية والمنتخبات من ارتداء قمصان تحمل شعارات سياسية، جاء قرار لجنة انضباط الكاف ليؤكد، في الأخير، ولو بطريقة غير صريحة، أن لجنة المسابقات كانت مخطئة.
ويأتي ذلك، بعدما اكتفت لجنة انضباط الكاف بتغريم اتحاد الجزائر ماليا بسبب "عدم احترام قرارات هيئات الكاف"، وهي مسببات قرار غامضة، غير أنها تقطع الشك باليقين بأن الهيئة الكروية القارية اختارت مسك العصا من الوسط، حتى لا تجد نفسها مجبرة على الاعتراف رسميا، قبل فصل تاس لوزان في القضية، بأن قرار لجنة مسابقات الكاف الذي أيدته لجنة الاستئناف، بإعلان اتحاد الجزائر خاسرا على البساط في مباراتي الذهاب والإياب أمام نادي نهضة بركان المغربي، كان قرارا خاطئا بل ظالما ويتنافى أصلا مع قانونها الأساسي وقانون الألبسة للهيئة الكروية القارية.
وجاء في قرار لجنة الانضباط، بعد دراسة ملفي مباراتي الذهاب والإياب بين اتحاد الجزائر ونهضة بركان، تغريم النادي الجزائري بقيمة 20 ألف دولار عن كل مباراة، دون الإشارة إطلاقا إلى العقوبات الرياضية المنصوص عليها في البند 10 من الفصل 11 من قانون كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
ووجب التذكير بأن لجنة مسابقات الكاف أعلنت اتحاد الجزائر خاسرا على البساط ذهابا وإيابا، وهو قرار أيدته لجنة الاستئناف على مستوى الهيئة الكروية القارية، ويعني إقرار رفض اتحاد الجزائر المشاركة في المباراتين من منظور لجنة المسابقات، منع اتحاد الجزائر من المشاركة في أية مسابقة إفريقية للأندية في الطبعتين المواليتين، بموجب أحكام البند 10 من الفصل 11 من القانون، بينما ينص البند 8 من الفصل 11 على تغريم النادي المنسحب من أية مباراة اعتبار من نصف النهائي بقيمة 50 ألف دولار وليس 20 ألف دولار.
وعلى اعتبار أن الكاف، رغم موقفها المتعنت وقتها، لم تجرؤ على إعلان إقصاء اتحاد الجزائر في الطبعتين المواليتين من المنافسة القارية، بعد تنبيه وليد صادي لرئيس الكاف الدكتور باتريس موتسيبي على هامش مؤتمر الفيفا في بانكوك من مغبة اتخاذ لجنة انضباط الكاف لمثل هكذا قرار قبل فصل "تاس" لوزان في القضايا المرفوعة إليها بهذا الشأن، فإن إقدام لجنة الانضباط اليوم إلى طي الملف بهذه الطريقة، ودون حتى الإشارة إلى قضية الخسارة على البساط التي جاءت بارزة في قرار لجنة المسابقات، يعتبر اعترافا ضمنيا من الكاف بخطئها، وتأكيدا منها بأن الموقف الجزائري الرافض للخريطة الوهمية هو الصواب.
الضغط الذي مارسته الفاف على الكاف وموقفها الثابت رفقة اتحاد الجزائر، ووابل المراسلات الموجهة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى الهيئة الكروية الإفريقية وتحذرها من مغبة تمكين نادي نهضة بركان من ارتداء قمصان بتلك الخريطة الوهمية، ورفع القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي بلوزان، أربك مسؤولي الكاف، بما يفسره غياب الخريطة الوهمية عن قمصان "نادي لقجع" في الدور التمهيدي وعدم معاقبة الناي الجزائري رياضيا، في انتظار عرض الأندية المتأهلة إلى دور المجموعات قمصانها على لجنة المسابقات والتي ستضطر خلالها الكاف إلى عدم ارتكاب فضيحة الطبعة السابقة.