قبل 30 عاما، يوم 5 أكتوبر 1994 بمدينة برج منايل، استيقظ علي تحانوتي، الرئيس التاريخي لشباب برج منايل، باكرا كعادته، وهذه المرة لأجل تفقد ورشة بناء منزله الجديد، ومن هناك كان سيتحول إلى مقر النادي لمباشرة عمله اليومي.
لكن في إحدى زوايا أحد الشوارع، كان ثلاثة من المجرمين متربصين ينتظرون وصوله، قبل أن يطلقوا رصاصات غادرة أنهت حياته، ومعه أنهت الحلم الجميل والعصر الذهبي لفريق "السكاكين"، نائب بطل الجزائر في ذلك العام.
رحل تحانوتي في مقتبل عمره (44 سنة)، تاركا وراءه أرملة وستة أطفال، كبروا جميعا، لكن الجرح لم يندمل، والوجع ما زال ينخر أجسادهم وأجساد كل محبي "الكوكليكو"، الذين بقوا أوفياء لكل ما قدمه الفقيد للفريق الذي قاده من بطولة القسم الجهوي إلى بطولة القسم الأول، ووضعه على مصاف الأندية الكبيرة، فنافس على الألقاب (نهائي كأس الجزائر 1987) وبطولة الجزائر (نائب بطل الجزائر للموسم الكروي 1993/1994) وأهّله بالمناسبة للمنافسة القارية (كأس الكاف 1995).
وعلى امتداد كل تلك السنوات، كانت برج منايل، وتحت قيادة الثنائي إبراهيم رمضاني ونور بن زكري، قبلة أكبر نجوم الكرة الجزائرية، في صورة باريس وفرحات وقنون وآيت الحسين، ومعهم العديد من أبناء الفريق الذين تكونوا في مدرسته، مثل حماداش وبلقايد وفراجي.
تحانوتي رحل دون أن يحقق حلمه بتشييد ملعب جديد لبرج منايل، المشروع الذي ناضل من أجله طويلا، فكان من بين أولى الشخصيات الرياضية التي طالتها أيادي الإجرام في عشرية الموت التي مرت بها الجزائر، والتي امتدت لاحقا إلى العديد من الشخصيات الأخرى، مثل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، رشيد حرايق (21 جانفي 1995) وحسين دهيمي – ياماها (11 جوان 1995) والمدافع الدولي الأسبق محمد مدني (9 فيفري 1997) وغيرهم.