أرجع الخبير الأمني، أكرم خريف، وصول الجيش الصهيوني إلى مكان تواجد أمين عام حزب الله الشيخ نصر الله واغتياله، إلى العديد من الأسباب الموضوعية منها ما هو مرتبط بوجود عملاء داخل الحزب ومنها ما هو مرتبط بالتركيبة الفسيفسائية للمجتمع اللبناني الدينية والعرقية وارتباطات بجهات ودول خارجية، بالإضافة إلى عامل مهم متصل باختراق حليفه الرئيسي إيران من طرف الكيان.
وقال الخبير الأمني، أكرم خريف، في اتصال مع "الخبر" في قرائته لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن، بأنه "لدى إسرائيل شبكة تجسس وعملاء داخل تنظيم حزب الله وأيضا داخل إيران، وتمكنوا من رصد تحركات أمين عام حزب الله، وتواترت إليهم معلوم أن نصر الله سيتحرك صوب الضاحية أي لمركز قيادة حزب الله وعليه تحرك الجيش الإسرائيلي ونفذ عمليات الاغتيال".
وفي رده على سؤال حول الأسباب التي جعلت من حزب الله تنظيما مخترقا، فيرى الخبير الأمني أن هناك عدة أسباب تقف وراء عملية الاختراق، فحسبه "أن لبنان بلد فيه عدة طوائف وجنسيات وديانات وحتى من عقائد سياسية ودينية مختلفة، ونرى أن هناك العديد ممن يدينون بالولاء لدول أخرى وفصائل خارجية"، مضيفا في هذا السياق بأن هناك "في لبنان من يرى بأن حزب الله طامة بالنسبة للشعب اللبناني ويحاربه أكثر من محاربته لأي عدو خارجي".
وأوضح المتحدث في سياق إجابته بأن "إسرائيل" تركز "على التركيبة الشخصية لهؤلاء العملاء، نعم يتم إغراء أعضاء من حزب الله بالأموال، وأيضا لدى إسرائيل ما يجب من منظومات الاستطلاع والتصنت التي تستعملها لتحديد أماكن تواجد قيادات حزب الله".
وقال في معرض إجابته عن سؤال حول ما الذي جعل ظهر حزب الله مكشوفا لدى الكيان الصهيوني، قال المتحدث "من الصعب القول بأن ظهر حزب الله مكشوف، انكشف ظهرهم بعد عملية البيجرز والتي مست أكثر 4 آلاف شخص من أعضاء حزب الله وكان للعملية أثرا كبيرا من ناحية أن القيادات التي لم تصب اتخذت إجراءات وتدابير جديدة، وعليه فإن كل إجراء جديد وكل تحرك غير طبيعي سيكون تحت مجهر "إسرائيل"، مضيفا "بالإضافة إلى ذلك القيادات التي تم إصابتها في التفجيرات كان من السهل التصنت عليها بالمستشفيات أين تلقت العلاجات".
الخبير أكرم رجح في إجابته حول علاقة الاختراق الإسرائيلي لإيران باختراق حزب الله، بأنه بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بطهران يظهر أنه توجد ثغرة استخباراتية في إيران، هو طرح يجب الأخذ به، لأنه برأينا الكيان نفذ العديد من الاغتيالات في إيران والتي طالت قيادات كبيرة، بالإضافة إلى الظروف التي أحاطت بالموت المشبوه للرئيس الإيراني السابق ابراهيم رئيسي، حيث إنه من الصعب أن نحدد إن كان حادثا معزولا أو مدبرا".
ويرى الخبير الأمني بأن "المشكل متعلق أكبر بإيران أكثر منه بالمقاومة في لبنان"، فحسبه إيران هي من لا تريد الدخول في صراع مفتوح مع إسرائيل وربما كانت فيه أطراف إيرانية تركت الحزب ولم تساعده بالخصوص، وحتى بعد طلب المساعدة التي تقدم بها الحزب من إيران وكانت الإجابة الإيرانية متحفظة جدا، مع تواجد الرئيس الإيراني بالجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث إن إيران لم ترد التدخل ومساندة حزب الله".
ويرى أكرم خريف بأن حزب الله فقد "رأسه باغتيال نصر الله وسيكون من الصعب إعادة تشكل قيادة متينة ومحمية غير مخترقة" وأظن "أن التأثير سيكون ظاهرا على أرض الواقع، وأظن أنه سيكون هناك تراجع في حزب الله عسكريا لحد ما إلى حين إعادة تشكيله وهيكلته من جديد".
وفي رده على سؤال حول قدرة حركة حماس على تأمين تنظيمها مقارنة بحزب الله، قال الخبير الأمني أكرم خريف إن "حماس كانت أكثر تحصينا لأن غزة –حسبه- "منطقة محصنة ولا يوجد بها الكثير من الدخلاء بالرغم من وجود العملاء، وبالرغم من ارتباط الحركة بالشبكات الإسرائيلية كالطاقة والاتصالات، لكن في المقابل بغزة هناك أكثر استقرارا من الناحية الدينية والعقائدية والعرقية، مقارنة ببيئة حزب الله ولذا من الصعب المقارنة بين الحزب داخل لبنان الذي هو فسيفساء من الأيديولوجيات وتواجد حماس داخل غزة.