أسطورة "الراي" الذي أسر قلوب الشباب في حياته وبعد رحيله

38serv

+ -

تمر، اليوم، الذكرى الثلاثون لرحيل عندليب أغنية "الراي" الشاب حسني، الذي اغتالته أيادي الغدر في 29 من سبتمبر سنة 1994 عن عمر ناهز 26، وكان الراحل في أوج عطائه الفني. فرغم صغر سنه، إلا أنه قدم ما يزيد عن 300 أغنية رددها الشباب وما يزال إلى اليوم يرددها وتسجل أغانيه على اليوتيوب ملايين المشاهدات.

تحل، اليوم، الذكرى الثلاثون لاغتيال حسني شقرون، أو الشاب حسني، الذي كان في مثل هذا اليوم من سنة 1994 وهو في ربيعه السادس والعشرين، ينزل من سيارة من نوع بيجو 405 قرب بيته حيث أشار إليه ثلاثة رجال بالتحية، فتوجه نحوهم ظنا منه أنهم من المعجبين أرادوا أخذ صورة معه، ولم يكن يعلم أنها أيادي الغدر التي انتزعت الحياة منه، اقترب منهم الشاب حسني فصافحه الأول ثم عانقه الثاني مفرغا رصاصاته في عنقه ثم رأسه، قبل أن يلوذ الجميع بالفرار، ليسجل تاريخ الجزائر أشهر عملية اغتيال للفن فيها وينزل الخبر بعدها على محبيه ومعجبيه كالصاعقة.

لم يصدق أحد الخبر في حينه، فإشاعات قتله كانت تسبقه دائما، لكن هذه المرة الخبر صحيح والعنف الذي ضرب الجزائر يومها لم يستثن أحدا، بل كان أهل الفن والثقافة في واجهة الاغتيالات ليسكتوا صوت الأمل في الجزائر التي كانت تحاول أن تكفف دموعها بأصوات شبابها وإصرارهم على الحياة مثل الشاب حسني.

ولد الشاب حسني في 1 فيفري من سنة 1968 بـ "ڤمبيطة" وسط وهران في عائلة متواضعة، في البداية كان يحب كثيرا كرة القدم ومارسها في صفوف فريق محلي، لكن إصابة في القدم أبعدته عن الملاعب ليترك هذه الرياضة نهائيا وهو في 15 من العمر.

أبان الشاب حسني منذ الصغر عن موهبته في الغناء وككل مغنيي "الراي" التي كانت تقريبا أغنية منبوذة اجتماعيا، فقد بدأ الغناء في الملاهي الليلة وسجل أول ألبوم له سنة 1986 ولقي رواجا كبيرا، لكن مسار الشاب حسني سرعان ما اختلف عن باقي المغنيين؛ إذ اختار لنفسه نوعا مغايرا من الغناء الرايوي العاطفي، خاصة بعد أن هذب من كلمات أغانيه التي أصبح يسمعها الجميع، وخاصة الشباب، وبدأت مسيرة العشق اللامحدود للشاب حسني وسط الشباب، فقدم أكثر من مائة ألبوم غنى فيه عن الحب والغربة والخيانة والغدر، عن اللقاء والفراق، عن كل ما يعني الشباب في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الجزائر.

كانت حياة الشاب حسني القصيرة جدا ثرية وغنية؛ حيث أنتج أزيد من 300 أغنية حفظها الشباب عن ظهر قلب وفي ربوع الجزائر، بل تجاوزت شهرتها إلى كامل المنطقة المغاربية ويحتفظ له التاريخ بتلك السهرة التاريخية التي أحياها بمناسبة عيد الاستقلال بملعب 5 جويلية، حيث سهر الشباب إلى الصبح في انتظاره حيث أعلن عن بزوغ فجر نجم جديد في سماء الأغنية الجزائرية على العموم، وأغنية "الراي" على وجه الخصوص.