قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الأربعاء، إننا "نشاهد بكل أسف تزايد وتفاقم وتراكم الأزمات والنزاعات والحروب بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر للعلاقات الدولية في ظل تراجع متنامٍ للتقيد بمنظومة القوانين الدولية واحترامها".
وفي كلمة له بمجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة رفيعة المستوى حول "القيادة من أجل السلام"، أوضح عطاف أن "هذه الجلسة تسلط الضوء على الأزمة الحادة التي تطول العمل الدولي متعدد الأطراف وما صار يرافقها من تحييد وتغيب بل وحتى إقصاء لدور مجلس الأمن"، مضيفا أن "هذه الأزمة تعد في تقديرنا الأخطر والأشد في تاريخ منظمتنا الأممية بالنظر لجسامة تجلياتها على مختلف المستويات وعلى أصعدة عدة".
وتابع عطاف "نلاحظ بكل قلق تصاعد منطق توازن القوى وعودة النزعة الأحادية والفردية والانطواء على الذات على حساب نهج تعددية الأطراف".
وأكد الوزير الخارجية، أن "مجلس الأمن صار اليوم يسجل تتابع الأزمات وتراكمها كبنود قارة ودائمة على جدول أعماله دون أن يكون له أي قرار حاسم".
وفي هذا الصدد أكد عطاف، أن الجزائر "تسجل بكل حسرة شح وعقم المبادرات الدولية الرامية لحل هذه الأزمات والنزاعات والحروب في ظل الإضعاف اللافت لمنظمتنا الأممية في المشهد الدبلوماسي العالمي"، مضيفا أن "ما كان لوضع كهذا إلا أن يشكل ضوءا أخضر بالنسبة لمفتعلي الأزمات والساعين لتغذيتها وإطالة أمدها"، حيث "رأينا كيف شجع الوضع على استمرار حرب الإبادة الجماعية المفروضة على الفلسطينيين في القطاع دون أن يلقى الاحتلال الإسرائيلي أي رادع للكف عن ممارسته الإجرامية".
والحال ذاته –يضيف عطاف- "بالنسبة لبقية الأزمات والصراعات التي ترهق كاهل المجموعة الدولية وتثقل أجندة مجلسنا هذا وليس أقلها الحرب في أوكرانيا والسودان والأزمة في ليبيا واليمن وما يحدث في منطقة الساحل وكذا النزاع المستمر بالصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا".
ولدى تطرقه لقضة إصلاح مجلس الأمن، دعا الوزير عطاف، إلى "تحسين التنسيق بين مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص المسائل المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين"، والوجوب أن "يكون الأمين العام للأمم المتحدة بصفته المشرف الأول على منظمتنا هذه والمسؤول الأول عن أدائها فالأمين العام، له الحرية الكاملة والمطلقة في المبادرة بأي مسعى دبلوماسي يصب في خدمة السلم والأمن الدوليين"
وفي الأخير، أكد عطاف أن "إصلاح مجلس الأمن يجب أن يكون عبر دمقرطة أساليب عمله وتوسيعِ العضوية فيه عبر تركيبة أوسع تكون أكثر تمثيلا للمجموعة الدولية في المرحلة الراهنة، والأولى ثم الأولى بالنسبة لنا في مسعى كهذا هو تصحيح الظلم التاريخي المسلط على قارتنا الإفريقية التي تظل الغائب الوحيد في فئة المقاعد الدائمة والأقل تمثيلا في فئة المقاعد غير الدائمة".