تمت تأدية صلاة الجمعة، زوال أمس، بمسجد باريس الكبير تحت حراسة أمنية عادية مقارنة بالمراقبة المشددة التي حظيت بها المعابد اليهودية المنتشرة بفرنسا، كما تم تسجيل حضور محتشم للمصلين مثلما عهدته صلوات الجُمع سابقا، رغم اعتدال المناخ، وهو ما أكده الدكتور جلول صديقي مدير معهد الغزالي بمسجد باريس لـ”الخبر”، حيث أوضح هذا الأخير بأن هناك غيابا كبيرا للسلك الدبلوماسي المعتاد على تأدية الصلاة بالمسجد إلى جانب الطلبة الجامعيين، كون الجامع يتوسط كلا من جامعة السوربون واللغات وعلوم التاريخ، مرجعا ذلك ربما، يقول المتحدث، للإحباط الذي يعيشه المسلمون هذه الأيام، إذ يجدون أنفسهم بين المطرقة والسندان، وهذا الإحباط واليأس أصبح لا ينفع، مضيفا بأنه على المسلمين الاعتماد على أنفسهم لحماية وتسيير مساجدهم كمرجعية فقهية، تهتم بتغطية هذه الثغرات، مثلما هو الأمر بالنسبة للأزهر والزيتونة ومسجد باريس الكبير مؤهل لذلك.ومباشرة بعد أداء صلاة الجمعة، وبالتحديد بعد الرابعة زوالا، زار وزيرا الداخلية والدفاع، برنار كازنوف وجون إيف لودريان، مسجد باريس الكبير، أين وقفا على الحزام الأمني، متقربين من الصحافة، حيث أكد برنار كازنوف بأن فرنسا ملزمة بتوفير الأمن للجالية المسلمة وحماية أعضائها من أجل تمكينهم من أداء طقوسهم الإسلامية وسط ظروف أمنية، فيما أوضح وزير الدفاع بأن انتشار القوات العسكرية لم تعد بمخطط “فيجي بيرات”، وإنما بعملية عسكرية داخلية بالنظر إلى ما تم تجنيده من 10 آلاف عسكري في ظرف ثلاثة أيام، انتشرت 6 آلاف منها بضواحي باريس لحماية النقاط الحساسة وأماكن العبادة.وهو ما اعتبرها الدكتور صديقي جلول بالزيارة المدروسة وليست بالعفوية، خاصة بعد تنامي أفعال الإسلاموفوبيا مؤخرا عقب الهجمات المسلحة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات