لم تشهد الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف حوادث خطيرة، مثلما كانت تسجل في كل سنة، حيث ذكرت خلية الإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، في بيان لها، أن مصالحها لم تتلق أية معلومات أو معطيات بخصوص وفيات أو إصابات أو حروق، باستثناء نشوب حرائق في بعض المناطق الحضرية.
على غير العادة، غابت مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذه السنة بولايات الوطن، بعد أن كانت المفرقعات والألعاب النارية مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه المناسبة، على الرغم من أنها إسراف للأموال وتعد صارخ لحريات الأفراد، بالنظر إلى المخلفات الخطيرة للمفرقعات من أضرار صحية وعاهات جسيمة.
ويجمع الأغلبية على أن استعمال المفرقعات، خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، يشهد تراجعا من موسم لآخر، لكن الكثير من العائلات الجزائرية فضلت تحضير أشهى الأطباق التقليدية في طقوس توارثتها أباً عن جد، وحافظت عليها رغم تدهور القدرة الشرائية للمواطن وتزامن المولد مع الدخول المدرسي.
في العاصمة كانت ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هادئة عبقت شوارعها وبيوتها برائحة العنبر، فيما تراجع دوي الانفجارات التي ارتبطت لسنوات بهذه المناسبة الدينية.
وحسب المديرية العامة للحماية المدنية، فقد "قامت وحداتنا بعدة تدخلات من أجل إخماد 41 حريقا بين حرائق منزلية، سيارات، أشجار ونخيل وحرائق مختلفة عبر عدة ولايات منها ولاية الجزائر 22 حريق، ولاية سكيكدة 12 حريق، ولاية وهران 4 حرائق، و 1 حريق بكل من ولايات البويرة، جيجل وباتنة".
وفي التفاصيل، أخمد أعوان الحماية المدنية حريق منزل على مستوى الطابق الأول لبناية متكونة من (طابق أرضي + 1) بحي جعفري بالرغاية، تسبب في اختناق أربعة أشخاص، من بينهم طفل يبلغ من العمر 8 سنوات أسعف ونقل إلى المركز الصحي الرغاية.
أما في بلدية العاشور، فتم إخماد حريق منزل على مستوى شرفة بالطابق الأول لعمارة متكونة من (طابق أرضي + 6)، على مستوى حي كوسيدار السبالة.
وببلدية زرالدة، وبالضبط بحي البناء، تم إخماد حريق على مستوى الشرفة بالطابق الأول لعمارة متكونة من (الطابق الأرضي + 12)، كما تمكنت وحدات الحماية المدنية من إخماد عدة حرائق نخيل وحشائش يابسة عبر بلديات واد السمار، براقي، الدويرة، عين البنيان، برج البحري، باش جراح، الحمامات، القبة، بني مسوس، العاشور، الدرارية، الكاليتوس، بوزريعة، بئر توتة وبولوغين.
الاحتفالات بالمولد النبوي بباقي الولايات كانت هي الأخرى محتشمة باستثناء بعض الحرائق، حيث تم تسجيل حريق ستار شرفة بطابق الأول لعمارة بحي لوصيف في بلدية الحروش بسكيكدة، وإخماد حريق غرفة بالطابق الأول لمنزل يتكون من طابقين بسبب الشموع في بلدية تمالوس، بالإضافة إلى إخماد عدة حرائق حشائش يابسة ونخيل عبر عدة أحياء من بلدية سكيكدة.
وبولايات الغرب الجزائري، لم تصدح بها مختلف الأحياء بانفجارات المفرقعات ومشاهد الألعاب النارية التي تخلف حوادث مأساوية، مثلما شهدتها الأعوام الماضية، خاصة لدى الأطفال الذين يستهويهم هذا النوع من الاحتفالات، ما يفسرالسيطرة على حريقين على مستوى سطح بناية (طابق أرضي + 1) بحي قمبيطة وحي الدرب في وهران.
كما تمكنت عناصر الحماية المدنية من إخماد حريق سيارة بوسط مدينة وهران بسبب رمي الألعاب النارية، بالإضافة إلى إخماد حريق محل قصديري ببلدية بئر الجير.
أما بولاية جيجل، فتم إخماد حريق عجلات مطاطية على مستوى أحياء 200 مسكن وحي الفرسان. كما أخمد حريق نشب بشرفة شقة بالطابق الأول لعمارة تتكون من 5 طوابق بحي 80 مسكنا ببلدية البويرة، وآخر بغرفة لمنزل الكائنة بالطابق الثاني لبناية تتكون من طابقين ببلدية باتنة.
ويبدو أنه كان للحملات التحسيسية حول مختلف الأخطار الناجمة عن استعمال المواد النارية والمفرقعات وكذا الشموع، صدى لدى العائلات الجزائرية التي اكتفت باحتفالات هادئة بالمولد النبوي.
كما تم الاستعانة بوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب التنسيق مع المؤسسات العمومية للتذكير بالمسؤولية الملقاة على عاتق الأولياء في حماية أبنائهم.