"الخبر" ترصد مطالب المتضررين من الفيضانات

38serv

+ -

تتفق مطالب جميع المتضررين من الفيضانات الأخيرة بولاية بشار أن تتم إجراءات التعويض والإسكان في ظرف قياسي، لأن التخوف بات يتضاعف في ظل اقتراب موعد الدخول المدرسي والخشية من برودة الجو التي قد تفاقم من وضعياتهم، رغم تحويل العشرات من العائلات بدوائر بشار، والعبادلة، وبني ونيف إلى مراكز إيواء.

من تحدثوا لـ "الخبر" قالوا بأن الخشية كل الخشية أن تطول إجراءات التعويض للسكنات المتضررة أو الإسكان لمن هدمت منازلهم أو صارت غير قابلة للسكن، فضلا عن الضرر الذي أصاب بعض المؤسسات التربوية وصار يهدد موسم الدخول المدرسي، كما أن تحويل بعض العائلات لمراكز إيواء مؤقت بعيدة عن مؤسسات التمدرس يشكل عامل قلق لدى المتضررين.

وإذا كان من تحدثوا لـ "الخبر" وجدوا في تصريح وزير الداخلية والجماعات المحلية خلال زيارته الأخيرة لولاية بشار "شيئا من الطمأنينة"؛ فإن السكان يأملون من السلطات التسريع في إجراءات المعاينة وإحصاء المتضررين لمباشرة إجراءات التعويض أو الإسكان حسب كل حالة.

           

عملية إحصاء السكنات والمرافق المتضررة مستمرة طيلة أيام الأسبوع

قرّرت سلطات ولاية بشار أن تستمر عملية إحصاء وتشخيص السكنات والمرافق المتضررة، طيلة أيام الأسبوع، حيث تم الإعلان عن أن الفرق التي تم إنشاؤها لهذا الغرض، من بينها 7 فرق ببلدية بشار، ستواصل نشاطها طيلة أيام الأسبوع، حيث ستتكفل بمعاينة دقيقة لكل البنايات والهياكل العمومية التي تضررت جراء الفيضانات.

 

إجلاء260  عائلة ببلديات بشار، وبني ونيف، ومشرع هواري بومدين

 

بلغ عدد العائلات التي تم تحويلها كإجراء مؤقت إلى مراكز الإيواء حوالي 260 عائلة في كل من بلديات بشار، وبني ونيف، ومشرع هواري بومدين (دائرة العبادلة).

ويأتي هذا القرار في إطار الإجراءات الاستعجالية والوقائية المتخذة، حيث تلقى رؤساء الدوائر والبلديات "تعليمات صارمة" للتكفل بهذه الحالات، وإشراك كل الفروع الإدارية وكل الجهات التي يمكنها المساهمة في تقديم يد العون والمساعدة في ظل هذه الظروف.

 

الجيش يتدخل بقوة والولاية تواصل استقبال إعانات

 

جندت مديرية التجارة لولاية بشار عددا من أعوانها لاستقبال الإعانات والمساعدات القادمة من ولاية الجزائر، والهلال الأحمر الجزائري والاتحاد الولائي للتجار الجزائريين ببشار. يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه عدة ولايات عزمها تقديم مساعدات وإعانات لولاية بشار.

وساهم تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي في تخفيف حدة ووطأة ما خلّفته الفيضانات بعد مساهمته الفعالة في فتح الطرقات والمسالك وتزويد السكان بماء الشرب، إلى جانب المساهمة في تقديم المساعدات والطرود الغذائية، وهو ما صرح به والي الولاية الذي قال إن مؤسسة الجيش الوطني في تواصل دائم مع السلطات الولائية لتوفير أي مساعدة يحتاجها السكان.

 

العلامة الكاملة للهلال الأحمر والكشافة الإسلامية

 

نجح الهلال الأحمر الجزائري بولاية بشار في الحضور بقوة خلال هذه الأزمة، بعد أن استطاع تجنيد العشرات من الشباب الذين تم توزيعهم على عدة مستويات ومهام، سواء بالمساهمة في تنظيف الشوارع والمدن ورفع الأوحال، أو في تقديم المساعدات والطرود الغذائية، وتقديم الوجبات الساخنة.

ولا توجد صورة من صور الفيضانات إلا تجد شارة الهلال الأحمر الجزائري حاضرة، ومكتسحة المشهد، في صورة نال بها شباب الهلال الأحمر الجزائري العلامة الكاملة، رغم أن مقره كان من بين المتضررين بدرجة كبيرة، فالعمل الميداني والسعي لتخفيف وطأة وحدّة ما أصاب العائلات، جعل شباب الهلال يتنافسون في كل دوائر بشار، وبني ونيف، والعبادلة، بصفة منفردة أو بالتنسيق مع السلطات المحلية أو بعض الجمعيات النشطة.

ونفس ما قام به الهلال الأحمر الجزائري، ساهم به شباب الكشافة الإسلامية الذين حظي حضورهم بثناء العائلات المتضررة، خاصة مساهمتهم في عمليات الإحصاء ومعاينة السكنات المتضررة، وتوزيع الطرود الغذائية الخاصة بالمواد الغذائية أو الوجبات الساخنة على العائلات المتضررة.

 

حضور شبه منعدم للمنتخبين وشباب متطوع يحمل لواء المبادرة

 

قدمت هذه الفيضانات علامة الصفر لأداء المنتخبين، خاصة في عاصمة الولاية بلدية بشار، باستثناء منتخبين اثنين من المجلس البلدي لبشار الموجود في حالة تجميد، واللذان يعملان على توفير حاجيات العائلات المتضررة وتوجيه المساعدات والمساهمات المقدمة، إلى جانب ثلاثة منتخبين من المجلس الشعبي الولائي فقط.

وفتح هذا الفراغ أقواسا عريضة من التساؤل عن دور المنتخبين في مثل هذه الأزمات التي يفترض أن يكون حضورهم بقوة وعلى تماس قريب من المواطنين المتضررين، ولكنهم لم يحضروا لا بصفتهم المنفردة ولا مرافقة الوالي الذين تعودوا على شكره بسبب أو دون سبب.

هذا الفراغ جعل بعض الشباب يحمل لواء المبادرة وقرروا التوحد في جماعات للمساهمة في دعم العائلات المتضررة وتزويدها بما تحتاجه من أكل وشرب وغطاء، بل والمساهمة بشكل شخصي في توزيع الوجبات الساخنة وتفقد أحوال العائلات المتضررة.

وبالفعل، أنشأ هؤلاء الشباب خلايا تنسيق في كل من بلديتي بشار ودائرة العبادلة، حيث سيتولى هؤلاء بصفة منفردة أو بالتنسيق مع السلطات المحلية، تقديم يد العون لكل الأسر التي تضررت ممتلكاتها بسبب الفيضانات.