وضع الإتحاد المغربي لكرة القدم خطة جديدة للاستيلاء على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ترتكز أساسا على إزاحة الرئيس الحالي للكاف، الدكتور باتريس موتسيبي من جنوب إفريقيا، وتنصيب رئيس جديد من "الموالين" يصنعه المغرب ولا يختلف عن الرئيس الأسبق، الملغاشي أحمد أحمد.
ولأن المغربي فوزي لقجع، عضو مجلس الفيفا والمكتب التنفيذي للكاف، اختار البقاء خلف الستار، فقد اختار الزج ببعض الاتحادات الإفريقية من الموالين له تقديم مقترح إلى الكاف لعرضه على الأعضاء للدراسة والنظر في إمكانية المصادقة عليه خلال الجمعية العامة للكاف في دورتها العادية المقررة في العاشر من شهر أكتوبر المقبل بعاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينشاسا.
وقدمت اتحادات النيجر وموريتانيا والغابون وجزر القمر مقترحات، تم تسجيله رسميا في جدول أعمال الجمعية العامة المقبلة، يقضي بإلغاء عامل السن (عدم تجاوز 70 عاما) لتبوء منصب عضوية أو رئاسة الكونفدرالية (المادة 18 البند 9 من القانون الأساسي للكاف)، إلى جانب إلغاء العمل بمبدأ التجمع اللغوي المقرر في المادة 13 البند 2 لاختيار ممثلي الكاف في مجلس الفيفا.
وترمي الخطة الجديدة للمغرب إلى إحكام قبضتها على الكاف واحتكار تمثيل إفريقيا على مستوى الفيفا على ممثلها فوزي لقجع والموالين له، كون التجمع اللغوي لا يضمن للمغرب، بالضرورة، تواجد كل الموالين له في مجلس الفيفا، على خلاف المقترح الجديد محل الجدل، الذي يريد الداعمين له فتح الترشيحات للمنصب الست لمجلس الفيفا للجميع دون التقيد بالتجمع اللغوي.
وتنص المادة 13 في البند 2 من القانون الأساسي للكاف على أن ثمة ثلاثة تجمعات لغوية وهي تجمع اللغة الإنجليزية وتجمع اللغة الفرنسية وتجمع ثالث يضم اللغات المتبقية وهي العربية والإسبانية والبرتغالية، على أن تكون حصة كل تجمع هي اثنتين في مجلس الفيفا، في حين يتم خصم مقعد من أي تجمع لغوي على حسب لغة رئيس الكاف الذي يصبح نائبا لرئيس الفيفا آليا بمجرد انتخابه على رأس الكونفدرالية، بينما يتم تخصيص مقعد سابع للكاف في مجلس الفيفا للعنصر النسوي والذي تجري فيه الانتخابات دون التقيد بالتجمع اللغوي.
وترتكز خطة المغرب على مرحلتين: الأولى تتعلق بالضغط والمناورة لفرض التعديل على القانون الأساسي للكاف بما يسمح، في المرحلة الثانية من الخطة، تقديم المصري، هاني أبو ريدة، إلى الواجهة في انتخابات رئاسة الكاف، على اعتبار أن هاني أبو ريدة، عضو مجلس الفيفا حاليا رفقة فوزي لقجع، يختلف من حيث التوجه مع رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم، جمال علام، كون أبو ريدة متحالف مع لقجع خصم الإتحاد المصري لكرة القدم ورئيسه جمال علام، وذلك من أجل مصلحته الخاصة المتعارضة أصلا مع مصلحة الإتحاد المصري.
ولأن الحليف أبو ريدة بلغ سن السبعين عاما في 14 أوت 2023، فإن بداية الخطة ارتكزت أساسا على إلغاء هذا الشرط (غير معمول به على مستوى الفيفا)، حتى يكون أبو ريدة، في انتخابات رئاسة الكاف عام 2025، مؤهل للترشح ومنافسة باتريس موتسيبي، وهو ما يضمن لأبو ريدة، علاوة على تبوء منصب رئاسة الكاف، البقاء في مجلس الفيفا، وبصفته نائبا لرئيس الفيفا وليس مجرد عضو.
ولأن القانون الأساسي للكاف يفرض أيضا على كل مترشح لرئاسة الكونفدرالية الحصول على دعم ثلاث اتحادات منها إلزاما اتحادية بلده، فإن رغبة أبو ريدة في الترشح وحصوله على دعم اتحاديتين (المغرب وموريتانيا على الأقل) سيضع رئيس الإتحاد المصري الحالي، جمال علام، حتما، في حرج مع الرأي العام المصري، في حال رفض تدعيم ملف مواطنه المصري للوصول إلى رئاسة الكاف.
أما بشأن المقترح الثاني القاضي بإلغاء التقيد بالتجمع اللغوي لاختيار ممثلي الكاف في مجلس الفيفا، فله أيضا خلفية غير بريئة، كون الحليف الآخر، الموريتاني أحمد يحي، ينتمي إلى نفس التجمع اللغوي لكل من لقجع وأبو ريدة، والقانون الأساسي الحالي للكاف، المبني على مقعدين اثنين لكل تجمع لغوي في مجلس الفيفا، لا يضمن تواجد الثلاثة في الفيفا، ما جعل هؤلاء يدفعون باتحادات النيجر وموريتانيا وجزر القمر والغابون إلى تقديم مقترح إلغاء التجمع اللغوي في انتخابات عضوية مجلس الفيفا وفتح التنافس دون ذلك القيد، بما يسمح لهم بالمناورة لضمان تواجدهم جميعا في مجلس الفيفا، وهو ما يسمح لهم، قياسا بالقانون الأساسي للكاف، بالحصول على عضوية المكتب التنفيذي للكاف بنفس حقوق وصلاحيات الأعضاء المنتخبين.
وأمام تأثير لقجع على هاني أبو ريدة وعلى أحمد يحي وبعض الاتحادات الإفريقية، استطاع المغربي إقناع أحمد يحي بضرورة ترشيح "المخضرم" هاني أبو ريدة لمنافسة باتريس موتسيبي على رئاسة الكاف بدلا عنه، في حين أن هذه الخطة والتي سجلتها الكاف يوم الأربعاء رسميا في جدول أعمالها وأشعرت الاتحادات الإفريقية بذلك، أثارت استياء عديد من الاتحادات الأخرى، خاصة تلك المتواجدة في التجمع اللغوي الفرنسي إلى جانب اتحادات منطقة الجنوب الموالية للرئيس الحالي للكاف الدكتور باتريس موتسيبي، وقد دفعهم ذلك إلى التحرك لغلق الطريق أمام المغرب وضرب مخططه الذي يرتكز في باطنه على استعمار إفريقيا كرويا واستغلالها سياسيا.