+ -

أقدم شرطي يعمل بالأمن الحضري الخارجي ببوخضرة في ولاية عنابة صبيحة أمس على الانتحار، بعد أن وجه لنفسه طلقة نارية قاتلة على مستوى الرأس. وحسب مصادرنا فقد اهتز حي 20 أوت ببلدية الحجار لوقع هذه الفاجعةفي حدود الساعة 10 صباحا، عندما أخطر جيران الضحية البالغ من العمر 46 سنة وأب لأربعة أطفال، مصالح الأمن بسماع طلقات نارية صادرة من داخل منزل الضحية، ما استدعى تنقل العديد من جيرانه صوب المسكن. تنقل وكيل الجمهورية إلى عين المكان للوقوف على سير إجراءات التحقيق في ملابسات الحادث، لاسيما أن الشرطي الضحية قديم في سلك الشرطة، حيث يعمل منذ 20 سنة بأمن دائرة الحجار، قبل أن يتم تحويله منذ فترة قصيرة للعمل بالأمن الخارجي لحي بوخضرة.حوادث سابقة ونتائج التحقيق في خبر كانووقعت آخر حالة انتحار شرطي في ولاية غرادية التي عرفت مواجهات مذهبية، حيث وضع نهاية شهر جانفي عنصر من الوحدة الجمهورية الأولى للأمن المتركزة في منطقة سيدي عباز بغرداية حدا لحياته بسلاحه المتمثل في رشاش “كلاشنكوف”.ويأتي الحادث بعد أيام من أعمال العنف التي شهدتها غرداية، وبعد أسبوع من القرار الذي اتخذته المديرية العامة للأمن الوطني في حق 3 من عناصر الوحدات الجمهورية للأمن والقاضي بتوقيفهم عن المهام، على خلفية تحقيق حول اتهام الشرطة بارتكاب تجاوزات خلال الأحداث.وكان المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل قد أمر بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات انتحار الشرطي “ت.م.ص” البالغ من العمر 22 سنة المنحدر من ولاية سوق أهراس، والذي أقدم على الانتحار برصاصة بوضع الرشاش في فمه.وحسب شهادات زملائه، فإن الضحية لم تكن بادية عليه أي آثار نفسانية أو أعراض مرضية، وهو ما ينطبق على الكثير من حالات الانتحار التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة. ففي العام الماضي وضع شرطي يعمل في أمن دائرة البرج بولاية معسكر حدا لحياته أمام مقر سكناه بمدينة وادي بالولاية، لأسباب لنفسية.كما شهدت المديرية الولائية لأمن ولاية الشلف خلال نفس السنة حادثا مماثلا، إثر انتحار شرطي داخل مكتبه مستعملا مسدسه الشخصي ولأسباب لم يتم الكشف عنها لحد الساعة من قبل المحققين.وعرفت الجزائر أكثر حالات انتحار سنة 2009 بتسجيل ما يفوق 10 حالات بسبب الضغوطات المهنية والنفسية الحادة، وكانت أبرز حوادث الانتحار خلال هذه الفترة تلك التي أقدم عليها ضابط شرطة يعمل بمصلحة المحفوظات الوطنية للأمن الكائن مقرها بحيدرة في العاصمة، حيث وضع حدا لحياته بتاريخ 18  جانفي بعد 25 سنة من العمل في سلك الشرطة. وكتب في وصيته يقول “لقد تعرضت لتحرّشات وضغط من طرف مسؤولين في الجهاز”.الضغوط و “الحقرة”وفي تفسريها للحالة النفسية لأصحاب البدلة الزرقاء، قالت المختصة في علم النفس العيادي بجامعة الجزائر2 الأستاذة ميلودي، إن أسباب انتحار هذه الفئة يتوقف على بنيتهم النفسية ومدى مواجهتم للضغوطات الممارسة ضدهم بما في ذلك “الحقرة”.وأكدت المتحدثة في اتصال بـ“الخبر” أمس أن الظروف التي تعيشها البلاد أصبحت تدفع بالمواطن البسيط إلى الانتحار، فما بالك الشرطي “البسيط” الذي يخضع لمسؤولين.كما انتقدت طريقة التوظيف في سلك الشرطة وفي كل الوظائف الحساسة، معتبرة أنها لا تخضع لمعايير، وفي مقدمتها الشخصية القوية التي يجب توفرها في المنتمين لهذا الجهاز لمواجهة ضغط ومشاكل العمل، إضافة إلى انعدام المختص النفساني على مستوى المؤسسات الأمنية، والذي يلعب دورا مهما في التحكم في عدوانية الشرطي أثناء أداء مهامه من خلال متابعته نفسيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: