يخوض المرشح عبد المجيد تبون سباق الانتخابات الرئاسية انطلاقا من رصيده في الحكم خلال الخمس سنوات الماضية وأيضا من تجربته وسيرته الذاتية التي تمتد، وفق الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية، من 1969 إلى 2017، تاريخ تقلده منصب وزير أول في أواخر حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وهو مشوار مهني طويل بدأه المترشح من أسفل هرم المسؤوليات التنفيذية إلى أعلاها وتخللته العديد من المواقف والتحديات.
تشير وثيقة السيرة الذاتية المنشورة في موقع الرئاسة إلى أن الرجل أصيل مدينة المشرية بولاية النعامة، وهي مسقط رأسه بتاريخ 17 نوفمبر 1945.
يروي المصدر نفسه أن عائلة تبون "تنقلت، بعد ولادته بثمانية أشهر، من ولاية النعامة للعيش في ولاية سيدي بلعباس بسبب مضايقات وتعسف المستعمر الفرنسي (الإدارة، الدرك.. إلخ) ضد والده بسبب خطاباته الوطنية وانتمائه إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين".
وككل المنتمين إلى جيله في الغالب، بدأ تبون مسيرته الدراسية بالمدرسة الابتدائية "أفيونس" بولاية سيدي بلعباس، ثم المدرسة الحرة للأئمة. وفي سنة 1953، وبعد حادث عائلي، قام الوالد بإرساله إلى البيض للعيش عند خاله حمادة لمواصلة الدراسة في الطور الابتدائي، تضيف السيرة.
نشأ تبون على وقع أخبار اعتقالات ومضايقات ضد والده الحاج أحمد حتى في سيدي بلعباس، الذي "أرغم على التوجه يوميا إلى مركز شرطة المستعمر، قبل أن يعود إلى المشرية سنة 1954 بعد رفع العقوبة عليه".
بعد إتمام دراسته في الطور الابتدائي واجتياز امتحان مسابقة الطور المتوسط سنة 1957، درس الفتى في الثانوية الجهوية (الإسلامية الفرنسية) المعروفة باسم "المدرسة"، ثم في ثانوية بن زرجب. اين تحصل الشاب سنة 1965 على شهادة البكالوريا وتقدم لاجتياز مسابقة الدخول إلى المدرسة الوطنية للإدارة، الدفعة الثانية المسماة باسم "دفعة الشهيد البطل العربي بن مهيدي"، وكان من بين الـ37 الذين فازوا في المسابقة من مجمل 600 مترشح، ليتخرج منها سنة 1969، تخصص اقتصاد ومالية.
المسار المهني
انطلق المرشح الرئاسي في مساره المهني من عاصمة ولاية بشار وواصل مسيرته المهنية كإداري، ثم مكلفا بمهمة، ليرتقي في التراتبية الإدارية إلى أمين عام بولاية الجلفة حديثة النشأة آنذاك عام 1974، ثم انتقل سنة 1976 إلى ولاية أدرار بالمنصب نفسه، وبعدها إلى ولاية باتنة سنة 1977، ثم إلى ولاية المسيلة سنة 1982.
سنة 1983 تقلد تبون أول منصب كوال في ولاية أدرار ثم ولاية تيارت سنة 1984، لينتقل إلى ولاية تيزي وزو سنة 1989، ثم يلتحق سنة 1991 بحكومة سيد أحمد غزالي كوزير منتدب مكلف بالجماعات المحلية، غير أنه سرعان ما ترك الحكومة في العام الموالي وقرر الاستقرار وعائلته سنة 1994 بولاية أدرار.
لم تمر خمس سنوات على مغادرته الحكومة حتى تم استدعاء الرجل مجددا عام 1999 لشغل منصب وزير الاتصال والثقافة، ثم وزيرا منتدبا مكلفا بالجماعات المحلية للمرة الثانية، بعدها وزيرا للسكن والعمران من 2001 إلى 2002.
ومنذ هذا التاريخ ظل تبون خارج الحكومة إلى غاية سنة 2012، تاريخ تكليفه بوزارة السكن والعمران والمدينة إلى غاية 24 ماي 2017 عندما نصب وزيرا أول، المنصب الذي غادره بعد شهرين، ليعود إلى المشهد كرئيس للجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية لـ12 ديسمبر 2019.
يسعى تبون للاستمرار في المنصب لعهدة ثانية بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مرتكزا على رصيده في الحكم طيلة العهدة الماضية، في السكن والصناعة ومعالجة إشكاليات وعراقيل الاستثمار، وفق ما ورد في خطبه خلال التجمعات الشعبية، وأيضا على "ضرورة استكمال برنامجه، بالإضافة إلى تقديم وعود والتزامات جديدة في التنمية المحلية ومزيد من المشاريع الكبرى في الجنوب.
يساند المترشح العديد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء الوطني والفجر الجديد وغيرها من الأحزاب التي تلتف حوله.